شيبان. فاطرد إبلهم يوم كنهل، فقال له قومه: أين تطرد هذه الإبل؟ أغر بنا على بعض من نمر به.
فأغار على بني كوز وبني هاجر من بني ضبَّة، فأصاب فيهم ثلاثين امرأة فيهن منضورة بنت شقيق أخت عامر بن شقيق، فأطلقهن مكانه وهو في دارهم.
غيرها: فإنه احتمل بها حتى وقع بها أرض قومه، وزوجها وأخوها غائبان، فبلغهما الخبر، فطلباها، حتى أتياها، فقال: هي بيني وبينكما، فإن أحبت فاتتبعكما، وإن كرهت لم أعطكماها. قالا: ننظر في أمرنا اليوم. فأتيا رجلا من بني تغلب، فحدَّثاه الحديث واستجارا، فأجارهما. فانطلق معهما إلى الهذيل، فقال: إنك قد أعطيت القوم ما قد علمت، أفأجيرهم عليك على الوفاء؟ قال: نعم، فخيِّرت، فقالت: والله ما كنت لأؤيم زوجي، ولا أنكس برأس أخي. فأعطاهم إياها، فانصرفوا بها، فقال الهذيل:
أعتقت من أفناء كوز وهاجر ... ثلاثين لم تهتك لسرٍّ جيوبها
ومنضورة الحسناء كنت اصطفيتها ... فأعتقتها لما أتاني حبيبها
ثم إن الهذيل تتبعتها نفسه، فأغار على بني ضبة وهم بذي بهدى
1 / 60