وأومأت في ثغرها بسمة ... إيماءة الزهر إلى القاطف
فضج في أحشاءه موكب ... من الحنين الدافق الجارف
فضمها حتى ارتمت وارتمى ... على السرير الناعم العاطفي
فضم سكيرا وسكيره ... وشد مشغوفا إلى شاغف
***
وعاد والفجر وراء الدجى ... لمح كهجس الخاطر الكاسف
وفجأة أومت بنان السنى ... أيماءة الحسن ؟إلى الواصف
وأقبل الفجر وفي جيده ... قلادة من جرحه الراعف
فالدرب في إشراقه جدول ... مزغرد في جدول هاتف
وكبرياء البعث أهزوجة ... على شفاه الموكب الزاحف
بشرى النبوءة
بشرى من الغيب ألقت في فم الغار ... وحيا وأفضت إلى الدنيا بأسرار
بشرى النبوة طافت كالشذى سحرا ... وأعلنت في الربى ميلاد أنوار
وشقت الصمت والأنسام تحملها ... تحت السكينه من دار إلى دار
وهدهدت " مكة " الوسنى أناملها ... وهزت الفجر إيذانا بإسفار
***
فأقبل الفجر من خلف التلال وفي ... عينيه أسرار عشاق وسمار
كأن فيض السنى في كل رابية ... موج وفي كل سفح جدول جاري
تدافع الفجر في الدنيا يزف إلى ... تاريخها فجر أجيال وأدهار
واستقبلت طفلا في تبسمه ... آيات بشرى وإيماءات إنذار
وشب طفل الهدى المنشود متزرا ... بالحق متشحا بالنور والنار
في كفه شعلة تهدي وفي فمه ... بشرى وفي عينه إصرار أقدار
وفي ملامحه وعد وفي دمه ... بطولة تتحدى كل جبار
***
وفاض بالنور فاغتم الطغاة به ... واللص يخشى سطوع الكوكب الساري
والوعي كالنور يخزي الظالمين كما ... يخزي لصوص الدجى إشراق أقمار
نادى الرسول نداء العدل فاحتشدت ... كتائب الجور تنضي كل بتار
كأنها خلفه نار مجنحة ... تعدو قدامه أفواج إعصار
فضج بالحق والدنيا بما رحبت ... تهوي عليه بأشداق وأظفار
وسار والدرب أحقاد مسلخة ... كأن في كل شبر ضيغما ضاري وهب في دربه المرسوم مندفعا ... كالدهر يقذف أخطار بأخطار
Halaman 85