والزهر يحتضن الشعاع كأنه ... أم تقبل طفلها وتهدهد
في مهرجان النور لاح على الملا ... عيد يبلوره السنا ... ويورد
فهنا المفاتن والمباهج تلتقي ... زمرا تكاد من الجمال تزغرد
***
عيد الجلوس أعر بلادك مسمعا ... تسألك أين هناؤها ؟ هل يوجد ؟
تمضي وتأتي والبلاد وأهلها ... في ناظريك كما عهدت وتعهد
يا عيد حدث شعبك متى ... يروي ؟ وهل يروي وأين المورد ؟
حدث ففي فمك الضحوك بشارة ... وطنية ؛ وعلى جبينك موعد
فيم السكوت ونصف شعبك ها هنا ... يشقى .. ونصف في اشعوب مشرد
يا عيد هذا الشعب ، ذل نبوغه ... وطوى نوابغه السكون الأسود
ضاعت رجال فيه كأنها ... حلم يبعثره الدجى ويبدد
***
للشعب يوم تستثير جراحه ... فيه ويقذف بالرقود المرقد
ولقد تراه في السكينة .. إنما ... خلف السكينة غضبة وتمرد
تحت الرماد شرارة مشبوبة ... ومن الشرارة شعلة وتوقد
لا ، ألم يلم ثأر الجنوب وجرحه ... كالنار يبرق في القلوب ويرعد
لا ، لو يلم شعب ... يحرق صدره ... جرح على لهب العذاب مسهد
شعب يريد ولا ينال كأنه ... مما يكابد في الجحيم .. مقيد
***
أهلا بعاصفة الحوادث ، أنها ... في الحي أنفاس الحياة تردد
لو هزت الأحداث صخرا جلمدا ... لدوى وأرعد باللذهيب الجلمد
بين الجنوب وبين سارق أرضه ... يوم نؤرخه الدما وتخلد !
الشعب أقوى من مدافع ظالم ... وأشد من بأس الحديد وأجلد
والحق يثني الجبش وهو عرمرم ... ويفل حد السيف وهو مهند
لا أمهل الموت الجبان ولا نجا ... منه ؛ وعاش الثائر المستشهد
يا ويح شرذمة المظالم عندما ... تطوي ستائرها ويفضحها الغد !
وغدا سيدري المجد أنا أمة ... يمنية شما ؛ وشعب أمجد
وستعرف الدنيا وتعرف أنه ... شعب على سحق الطغاة معود
فليكتب المستعمرون بغيظهم ... وليخجلوا ، وليخسأ المستعبد
***
Halaman 58