128

Diwan

ديوان عبدالله البردوني

Genre-genre

لماذا اجيب ؟ وتستنبتين ... سؤالا ، يبرعم حلم الصباح

فأصغي ، وأسمع من لا مكان ... صدى واعدا ، زنبقي الصداح

وأشتم صيفا خجول القطاف ... تلعتم في وجنتيك وفاح

وناغى على شاطئي مقلتيك ... منى رضعا ، ووعودا شحاح

أحلن رمادي حريقا صموتا ... وأورقن في شفتيه فباح

لأنا التقينا ، ولدنا الشروق ... وأهدى لنا كل نجم وشاح

فماج بنا منزل من شذا ... ومن أغنيات الصبا والمداح

...يا نجوم

لفتة ! يا نجوم إني أنادي: ... من رآني ، أو من تجلى المنادى؟

إنني يا نجوم كل مساء ... ها هنا ، أبلع الشفار الحدادا

وبلا موعد ، أمد بنانا ... من حنين ، لكل طيف تهادى

لكنوز ، من شعوذات التمني ... تتبدى ثنى ، وتخفى فرادى

أزرع السقف والزوايا فتوحا ... فتسوق الكوى إليها الجرادا

وأنادي والريح تمضي وتأتي ... كالمناشير ، جيئة وارتدادا

وتقص الذي حكته مرارا ... للروابي ، ولقنته الوهادا

أتعيد الذي اعادت وتروي ... من سعال البيوت فصلا معادا

من أنادي يا ريح ؟ : من لست أدري ... هل سيدنو ، أم يستزيد ابتعادا

من يراني ؟ اني هنا يا عشايا ... أنفخ السقف ، أو أدراي الرقادا

ورؤى ، تستفزني وتولى ... ورؤى تزرع المساء سهادا

وهوى يعزف احتراقي ويشدو ... فاعيد الصدى ، وأحسو الرمادا

أم العرب

حيث الغبار الأهوج ... على الرياح ينشج

وحيث تشمخ الدمى ... ويستطيل العوسج

هناك ، حيث يدعى ... على القشور البهرج

جزيرة ، تطفو على ... صحو الربى ، وتدلج

مطلة ، كأنها ... نعش أشم أبلج

تمضي به ، حنية ... جرحى ، وتل أعرج

سمراء ، حلمها على ... أيدي الرياح ، خودج

ومرود ، من الهوى ... ومرتع ، مضرج

نجثو كذاهل إلى ... ما لا يرى يحدج

كجائع يشتم من ... حوليه لحما ينضج

تسهوى ، وظل نفسها ... يخفيها ، ويزعج

فتحبل الرؤى على ... أهدابها، وتخدج

على الفراغ ، تنطفي ... وللفراغ تسرج على اصفرار وجهها ... تعملق التشنج

Halaman 129