وغدا إليه ، فرف شيء ، ظنه ... حسناء ، ترفل في ثياب زفاف
ودعى ((حسناء)) مرة فأجابه ... صوت ، كساقيه من الاصداف
فاشتم اترف ربوة أجنت له ... ودنا ، فغابت عن يد القطاف
فهنا مزار من طفولات الضحى ... ومن الشذر ، وأصايل الأصياف
يمضي إليه ، على الحنين وينثني ... منه على فرس من الأطياف
هي تعده ، ويرتجي ميعادها ... وسدى يعنقد خضرة الصفصاف
فيرود كالسمسار ، متجر عمها ... ويشيد ، بالبياع والأصناف
ويعود قبل العصر ، يقصد جدها ... في البيت ، يطري حمقه ويصافي
ومضى يصادق عند مدخل بابها ... مقهى ، وبابا كالخفير الجافي
وبلا محاولة رآها مرة ... جذلى كحقل الزنبق الرفاف
كان المساء الغض عند رجوعه ... حقلا ربيعيا ، ونهر سلاف
حقا رآها كالضحى ، والبوح في ... نظراته ، كالطائر الخواف
خلف الزجاج تبرجت وأظلها ... شعر ، كأهداب الغروب الصافي
كانت تغني حنذاك وتنتقي ... ثوبا وترمي بالقميص الضافي
وأمام مرآة ، تعري نصفها ... وتموج تحت المئزر الشفاف
لم لا يناديها ؟ وكيف ؟ ويختفي ... عنه اسمها ، ويضيع في الاوصاف
شفقية الشفتين ، كحلى ناهد ... صيفية ، ثلجية الاعطاف
وخلى الطريق ، فلم يصخ إلا إلى ... أصدائها ، وعبيرها الهتاف
ومشى يحدق والذهول الحلو في ... عينيه يبسم كالصبي الغافي
ويعيد رؤيتها ويحضن ظلها ... ويمد آمالا ، بلا أطراف
ويعي ، فيتهم المنى ، ويعوده ... حلم سخي الهمس والارجاف
فيشيد مملكة ، ويستولي على ... أسمى الرؤوس ، وأعرض الأكتاف
ويرن مذياع فيمسي مطربا ... في زحمة التصفيق والأرهاف
يشدو ، فتحتشد المسامر حوله ... مواجة الأثداء ، والأرداف
وبمد خطوته قيركض ((عنتر)) ... في صدره ويكر ، ((عبد مناف))
فيغير ، يطعن ، أو يجوز فلانة ... وفلانة بشريعة الأسياف
فإذا اسمه ، أخباركل مدينة ... واذا صداه مسامر الأرياف وتلين خطوته ، فيصبح تاجرا ... تكسوه ، أبهة من الآلاف
Halaman 127