126

Diwan

ديوان عبدالله البردوني

Genre-genre

وغدا إليه ، فرف شيء ، ظنه ... حسناء ، ترفل في ثياب زفاف

ودعى ((حسناء)) مرة فأجابه ... صوت ، كساقيه من الاصداف

فاشتم اترف ربوة أجنت له ... ودنا ، فغابت عن يد القطاف

فهنا مزار من طفولات الضحى ... ومن الشذر ، وأصايل الأصياف

يمضي إليه ، على الحنين وينثني ... منه على فرس من الأطياف

هي تعده ، ويرتجي ميعادها ... وسدى يعنقد خضرة الصفصاف

فيرود كالسمسار ، متجر عمها ... ويشيد ، بالبياع والأصناف

ويعود قبل العصر ، يقصد جدها ... في البيت ، يطري حمقه ويصافي

ومضى يصادق عند مدخل بابها ... مقهى ، وبابا كالخفير الجافي

وبلا محاولة رآها مرة ... جذلى كحقل الزنبق الرفاف

كان المساء الغض عند رجوعه ... حقلا ربيعيا ، ونهر سلاف

حقا رآها كالضحى ، والبوح في ... نظراته ، كالطائر الخواف

خلف الزجاج تبرجت وأظلها ... شعر ، كأهداب الغروب الصافي

كانت تغني حنذاك وتنتقي ... ثوبا وترمي بالقميص الضافي

وأمام مرآة ، تعري نصفها ... وتموج تحت المئزر الشفاف

لم لا يناديها ؟ وكيف ؟ ويختفي ... عنه اسمها ، ويضيع في الاوصاف

شفقية الشفتين ، كحلى ناهد ... صيفية ، ثلجية الاعطاف

وخلى الطريق ، فلم يصخ إلا إلى ... أصدائها ، وعبيرها الهتاف

ومشى يحدق والذهول الحلو في ... عينيه يبسم كالصبي الغافي

ويعيد رؤيتها ويحضن ظلها ... ويمد آمالا ، بلا أطراف

ويعي ، فيتهم المنى ، ويعوده ... حلم سخي الهمس والارجاف

فيشيد مملكة ، ويستولي على ... أسمى الرؤوس ، وأعرض الأكتاف

ويرن مذياع فيمسي مطربا ... في زحمة التصفيق والأرهاف

يشدو ، فتحتشد المسامر حوله ... مواجة الأثداء ، والأرداف

وبمد خطوته قيركض ((عنتر)) ... في صدره ويكر ، ((عبد مناف))

فيغير ، يطعن ، أو يجوز فلانة ... وفلانة بشريعة الأسياف

فإذا اسمه ، أخباركل مدينة ... واذا صداه مسامر الأرياف وتلين خطوته ، فيصبح تاجرا ... تكسوه ، أبهة من الآلاف

Halaman 127