وميزهم عن غيرهم بالسيادة فأبعدهم عن كل ألف وعادة ... ... ... وعودهم شرب الشدائد علقما
فجدوا وشدوا وانتهووا شقة النوى
وخير لهم في الجهد والعري والطوى
وفي النوح والتذكار والكرب والجوى
فمن بعد عادى النوم والشبع والروى ... غدوا حلف الف السهد والجوع والظما
جروا في ميادين الشهود تقدما
وصدق الرجا والخوف فيهم تحكما
فلم يبق كون منهم ماتهد ما
فندمانهم عاد البكاء تندما ... ... ... وأزمانهم بالنوح قد عدن مأتما
فساروا على تغريد حاد مزعزع
بشوق ملح والتياع مروع
وغابوا عن الأكوان في منتهى معي
وأوردهم بالحزن لجة أدمع ... ... ... وأورى بهم للخوف نار جهنما
تبدت لهم أكوانهم فتبددت
نفوسهم في السحق والمحق انفذت
اذا فارقت غورا من الدمع انجدت
شدائد عدوها فوائد فاغتدت ... ... ... عوائد أعياد السرور تنعما
مصائب عاموا في بحور صعابها
وقروا على آسادها وذئابها
وطاب لديهم حسوكاسات صابها
ولو جانبوها غير جانبها ... ... ... لعدوا بحكم العدل ذا العدل مأثما
وتلك بفضل العلم أهنى الموارد
وأكرم موهوب واسنى المشاهد
أتعلم مثل العلم مجدا لماجد
هم صدقوه وهو أصدق واعد ... ... وأوفى ذمام حبله ليس أفصما
به قطعوا أصل العلائق والهوى
به أخلصوا في طاعة الحق لا سوى
به روض هذا الكون في عينهم ذوي
به نهجوا في كل منطمس الصوى ... ... فكان لهم في كل يهماء معلما
تبين لهم أسراره كل كائن
ويخلصهم للحق من كل شائن
فطوبى لهم يجري بهم في المآمن
ويملي لهم في السير عن كل مامن ... ... وجال إلى أسوى طريق وأقوما
مقامات أهل الله منه مصابح
وكل مقام حله القوم رابح
وكل مقام العارفين مذابح
وقاسمهم بالله اني ناصح ... ... ... فانهى إلى أبهى مقام وأكرما
لقد قام علم القوم للحق معلما
وجلى لهم بالكشف سرا مختما
وفتح أقفالا وأطلع أنجما
وحل لهم رمزا وكنزا مكتما ... ... ... من السر قد كان الرحيق المختما
به سلكوا في حبه مسلكا جهل
وكلهم بين المشاهد قد ذهل
وكلهم من مورد الحب منتهل
وقال لهم هذا المقام وهذه ال ... ... ... الخيام وذا باب المليك وذا الحمى
هنا موقفي وهو المقام المحدد فغنوا على هذا المقام وغردوا
Halaman 37