فمالك والأبرار تنثر هامهم ... ... ... كأنك زراع وهن بذور ذروتهم عصفا وتبكى عليهم ... ... ... بلى فابك خطب بالبكاء جدير
فما هي إلا جدعة الأنف ما شفت ... ... غليلا وجرح لا يزال يغور
ستحصد هذا الزرع مهما تقصدت ... ... عراقك لا يلوى عليك ضمير
تنازعها سل السيوف فتلتوى ... ... ... وتخطب فيها والقلوب صخور
قتلت نفير الله والريح فيهم ... ... وأصبحت فذا والنفير نفور
نشدت دوي النحل لما فقدتهم ... ... ويعسوب ذاك النحل عنه خبير
أرقت دماء المؤمنين بريئة ... ... لهن بزيزاء الحرار خرير
عليا أمير المؤمنين بقية ... ... كأن دماء المؤمنين خمور
سمعناك تنفى شركهم ونفاقهم ... ... فأنت على أي الذنوب نكير
وما الناس إلا مؤمن أو منافق ... ومنهم جحود بالإله كفور
وقد قلت ما فيهم نفاق ولا بهم ... ... جحود وهذا الحكم منك شهير
فهل أوجب الإيمان سفك دمائهم ... وأنت بإحكام الدماء بصير
تركتهم جزر السباع عليهم ... ... لفائف من إيمانهم وستور
مصاحفهم مصبوغة بدمائهم ... ... عليهن من كتب السهام سطور
وكنت حفيا يا ابن عم محمد ... ... بحفظ دماء مالهن خطير
وكنت حفيا ان يكونوا بقية ... ... لنصرك حيث الدائرات تدور
تناسيت يوم الداراذ جد ملكها ... ... فللعاص فيها دولة وظهور
ويوم جبال الناكثين تدكدكت ... ... وطلحة والعود الطليح عقير
وحربا تؤز الشام ازا قراعها ... ... له في جموع القاسطين سعير
تعوذ منها القاسطون بخدعة ... ... بجدعة تلك الأنف فاز قصير
مواطن أهوال تبوأت فلجها ... ... الى ان دهتها فلتة وفتور
تفانت ضحايا النهر في غمراتها ... وأنت شهيد والعدو وتير
تنادي أعيروني الجماجم كرة ... ... فقد قدموها والوطيس سعير
أما والذي لا حكم من فوق حكمه ... على خلقه ورد به وصدور
لقد ما أعاروك الجماجم خشعا ... ... عليهن من قرع الصفاح فطور
فقصعتها إذ حكمت حكم ربها ... ... فما بقيت عارية ومعير
فيا أسفا من سيف آل محمد ... ... على المؤمنين الصالحين شهير
نباعن رؤوس الشام في الحق وانثنى ... الى ثفنات العابدين يجور
أحيدرة الكرار إن خياركم ... ... وقراءكم تحت السيوف شطور
أحيدرة الكرار تابعت اشعثا ... ... واشعث شيطان ألد كفور
Halaman 24