ألا فالزموها سنة وجماعة ... ... ... وقد طالما حنت اليها العوالم وعضوا عليها بالنواخذ جهدكم ... ... ففيها بدايات الهدى والخواتم
يكن جهدكم فيها دليلا لنهضة ... ... ... لأزكى صفات الصطفين تلائم
وان لكم فيمن هدى الله أسوة ... ... ... وان هداكم للعباد معالم
وانكم للصالحات أدلة ... ... ... وانكم للمرتقين سلالم
وان للأباضيين في الأرض حجة ... ... على الناس ذي جهل ومن هو عالم
وان الذي وفيى بشرعة دينكم ... ... ... ومات عليهم فهو لا شك سالم
وان أمام المسلمين على هدى ... ... ... مخالفة باغ على الحق ظالم
امامته حق وفرض اتباعه ... ... ... على ساكني المصر العماني لازم
وان الذي وفى بطاعة أمره ... ... ... ولي والا فالعدو المخاصم
وهذا اعتقاد فوق كل مكلف ... ... ... له من أصول الدين قطعا دعائم
لقد شكر الله الذين تعاونوا ... ... ... على البر والتقوى وفي الله قاوموا
وحسب الامام المهتدي من كرامة ... ... بأن قام والدنيا جميعا تراغم
ومن يكن المنصور من عند ربه ... ... وقاومه المخلوق ذل المقاوم
امام الهدى أن ينتضي الدين سيفه ... ... فأنت له حد ونصل وقائم
أبرر فيك الحمد واللسن أخرس ... ... وأبسط فيك المدح والعي واقم
واسترشد الأفكار فيك فأنثني ... ... ... بأوضح أفهامي كأني واهم
وهيهات لم تبلغ بدائع مدحتي ... ... ... لفضلك الا حيث تعي التراجم
وانى لما أرضى لمدحك كاره ... ... ... لأنك للدنيا جميعا مصارم
ولكن حر القول ينحو مقره ... ... ... كما أن للتيجان تنحو اليتائم
وما انتقي التمجيد فيك وانما ... ... ... إليك اهتدى حر الكلام الملائم
يابسق فيك الحمد قبل انتقاده ... ... ... وهذا لأن الحمد فيه مكارم
ولست بأقصى الحمد فيك مموها ... ... الى العرض الفاني بشعري أزاحم
ولكن رأيت الله يمدح أهله ... ... ... ومن فضله بدء العطا والخواتم
هداهم اليه ثم أثنى عليهم ... ... ... وذلك في احسانه متلازم
وحمد ولي الله عين ولاية ... ... ... وتوقيره فيض من الله ساجم
فكل رجائي بالثناء عليكم ... ... ... ذخائر عند الله لي ومغانم
وأسنى حظوظي أن أوفق معية ... ... وحب الى يوم القيامة دائم
فان محب القوم لا ريب منهم ... ... ... قسيمهم ان مغنم أو مغارم
أحاول فوزا من حياتي بقربكم ... ... ... يراعي وسيفي والنهى لك خادم وانى لدهر صدني عنك شانئ ... ... ... وحتى متى من صرفه أنا واجم
Halaman 223