394

كأنهما ثديان فاضا بدرة

من النيل تروى غلة الأرض إذ تجرى

وبينهما ' بلهيب ' فى زى رابض

أكب على الكفين منه إلى الصدر

يقلب نحو الشرق نظرة وامق

كأن له شوقا إلى مطلع الفجر

مصانع فيها للعلوم غوامض

تدل على أن ابن آدم ذو قدر

رسا أصلها ، وامتد فى الجو فرعها

فأصبح وكرا للسماكين والنسر

فقم نغترف خمر النهى من دنانها

ونجنى بأيدى الجد ريحانة العمر

فثم علوم لم تفتق كمامها

وثم رموز وحيها غامض السر

أقمت بها شهرا ، فأدركت كل ما

تمنيته من نعمة الدهر في شهر

نروح ونغدو كل يوم لنجتنى

أزاهير علم لاتجف مع الزهر

إذا ما فتحنا قفل رمز بدت لنا

معاريض لم تفتح بزيج ولا جبر

Halaman 394