وبات للجمرات الرقش ملتقطا
كأنه لاقط درا وياقوتا
وحين أصبح يوم النحر قام ضحى
يوفي مناسكه رميا وتسبيتا
وقرب الهدي تهديه شرائعه
إلى الهدى ذاكرا لله تسميتا
وملأته ليالي الخيف بهجتها
فحج للدين والدنيا مواقيتا
حتى إذا كان يوم النفر نفره
وجد ينكث في الأحشاء تنكيتا
ثم اغتدى قاضيا من حجه تفثا
يرجو لتزكية الأعمال تزكيتا
وودع البيت يرجو العود ثانية
وليته عنه طول الدهر ماليتا
وأم طيبة مثوى الطيبين وقد
ثنى له الشوق نحو المصطفى ليتا
فواصل السير لا يلوي على سكن
أزاد حبا له أم زاد تمقيتا
حتى رأى القبة الخضراء حاكية
قصرا من الفلك العلوي منحوتا
Halaman 48