Kajian Tentang Mazhab-mazhab Adab dan Sosial
دراسات في المذاهب الأدبية والاجتماعية
Genre-genre
قلت: لك أن تقول هذا فلا تخرج من عداد العقلاء، ولك أن تقول غير هذا وتبقى أيضا في عداد العقلاء.
قال: وما غير هذا؟
قلت: غير هذا هو الذي أظن أن الأطباء قصدوه حين فكروا في اتخاذ الصحافة علاجا لنزلاء مستشفاهم، فإن في الصحافة عناصر كثيرة من تلك العناصر التي يداوى بها مرضى العقول، وأولها الثرثرة والتنفيس عن الضمير المكظوم.
فمن المعلوم أن «الكبت» سبب من أقوى أسباب الجنون: ينطوي الإنسان على نفسه ويطيل كتمان حزنه ويعيد ويبدئ في هواجسه وهمومه، فتفعل فيه هذه الآلام المكبوتة فعل السم القاتل، ويخالط في عقله لا محالة ما لم يسترح من محنته بالنفث والشكاية، أو بالتعبير عنها على وجه من الوجوه.
هنا تسعفه الصحافة على الرغم منه؛ لأنها لا تدع في نفسه ذخيرة مخزونة يبيت عليها وتضطره إلى تصريف ما عنده حتى يقول على غير وعي منه كل ما يريد ، بل يبحث أحيانا عما يقول فإذا هو يقول ما لا يريد.
وهناك عنصر آخر من عناصر الصحافة يساعد على علاج الجنون، وهو: الشعور بالرقابة، والتنبه إلى الجمهور.
فلا يخفى أن المجنون الذي يخرج عاريا إلى الطريق إنما يفعل ذلك؛ لأنه فقد الإحساس بوجود الناس.
وكذلك تنشأ عادات الجنون غالبا من فقدان هذا الإحساس على نحو من الأنحاء، فإذا أخذ المجنون في التنبه إلى جمهور يتعقبه ويتابع كلامه فهذا في الحقيقة هو بدء الشفاء، وهذا هو أول عمل الصحافة في تنبيه المجانين إلى وجود الرقباء والقراء.
فلا عجب أن تكون الصحافة علاجا للجنون.
قال صاحبي: نعم؛ لا عجب، وقد يكون «المصل» الشافي من جرثومة الداء.
Halaman tidak diketahui