127

Kajian Tentang Mazhab-mazhab Adab dan Sosial

دراسات في المذاهب الأدبية والاجتماعية

Genre-genre

وهي مبالغة من مبالغات الفكاهة، ولكنها لا تخلو من دلالة على المعنى الذي أراده الفيلسوف الظريف.

ونحن - أبناء العربية - نغلو في الطمع إذا اشتركنا في حكوماتنا المستقلة بالأمس ورجونا أن تتحقق لنا اليوم تجربة لم تتحقق لغيرنا في أقل من مئات السنين، ولكننا لا نغلو في الطمع إذا قلنا إننا لن نحتاج إلى كل تلك السنين لنستفيد في الوعي السياسي من تجاربنا وتجارب غيرنا، إننا نثوب إلى النخوة القومية التي تأصلت فينا كما قدمنا، فتسعفنا بمدد منها، كلما نازعتنا مآرب الآحاد فأوشكت أن تذهلنا عن مصالح الجماعات.

الفصل الثلاثون

الشعوبية

لكل زمن شعوبية تناسب الأمة التي تسود فيه.

وهي تنشأ كلما نشأت في العالم أمة لها دعوى تنفسها عليها الأمم التي تحيط بها، وتقابلها بدعاوى أخرى من عندها، كل على حسب تاريخها ونظرتها إلى نفسها.

فكانت في العالم «شعوبية» قبل أن تكون فيه دولة عربية.

وأصبحت فيه «شعوبية» بعد أن ضعفت الدولة وخرج عليها الخاضعون لسلطانها.

بل كان العرب أنفسهم «شعوبيين» في زمن من الأزمان قبل ظهور الدعوة الإسلامية، وكان ذلك في زمن الدولة الفارسية التي برزت بين الأمم في الرقعة الغربية من القارة الآسيوية، فكان من مزاعم الفرس يومئذ أنهم أهل السيادة بحق وجدارة، وأن غيرهم من الأمم خلقوا لطاعتهم والدخول في حوزتهم، فكان تقابلهم «شعوبية» من العرب واليونان والعبرانيين والآراميين.

فأما العرب فكانوا يقابلون فخر الفرس بفخر الفصاحة وعراقة الأنساب، وأما اليونان فكانوا يقابلونه بفخر العلم والحضارة، ويحسبون الفرس في عداد البرابرة، وأما العبرانيون فكانوا يقابلونه بفخر الدين والإيمان بالإله الحق، وأنهم هم شعب هذا الإله المختار، وأما الآراميون فكانوا يفخرون بأنهم علموا الفرس الكتابة، وأن حروفهم هي الحروف التي تكتب بها اللغة الفارسية.

Halaman tidak diketahui