120

التصفية من قبله ، كانوا ينظرون إلى الراوي قبل اي شيء ، فإذا وجدوا فيه مغمزا أو انحرافا تركوا مروياته مهما كان حالها ولو احيطت بعشرات القرائن ، بينما درس الكليني الرواية من ناحية السند والمتن والملابسات التي تحيط بها ، واعتبر الوثوق بالصدور مهما كان مصدره شرطا اساسيا للاعتماد على الرواية ، ولذلك احتاج إلى عشرين عاما لانهاء هذه الدراسة التي اعطت هذه النتائج الغنية بالفوائد في مختلف المواضيع.

وقال فيه الشيخ المفيد الذي ادرك شطرا من حياته : ان كتاب الكافي من اجل كتب الشيعة واكثرها فائدة.

وقال المرزا حسين النوري في مستدرك الوسائل بعد ان اورد كلمة الشيخ المفيد : انما كان اكثر فائدة من غيره من حيث انه جامع للاصول والاخلاق والفروع والمواعظ والآداب ، وغير ذلك من المواضيع ، وهو اجل من غيره من حيث الاعتبار والاعتماد ، لانه جمع الاصول الاربعمائة ، التي كانت بتمامها موجودة في عصره ، كما يظهر في ترجمة ابي محمد هرون بن موسى التلعكبري المتوفى سنة 385 ، وقد جاء في ترجمته انه روى جميع الاصول والمصنفات ، والف منها ومن غيرها كتابه المسمى (بالجوامع في علوم الدين) (1).

ويؤيد ذلك ما جاء في اسباب تأليف الكافي ، من انه ألفه اجابة لن طلب منه كتابا جمع من جميع فنون الدين ما يكتفي به المتعلم ، ويرجع إليه المسترشد ، وياخذ منه من يريد علم الدين والعمل بالآثار الصحيحة عن الصادقين (ع)، والسنن القائمة التي عليها العمل ، وبها يؤدي فرض الله عز وجل وسنة نبيه (ص) فاستجاب لطلبهم ، والفه في تلك. المدة

Halaman 131