Kajian Falsafah Islam
دراسات فلسفية (الجزء الأول): في الفكر الإسلامي المعاصر
Genre-genre
ومنذ فجر النهضة العربية الحديثة وقد بدأت محاولات التحرر من الغير وبعث التراث الذاتي في مواجهة تراث الغير، وبصرف النظر عن درجة هذا التحرر وأسلوبه من رفض شامل إلى رفض جزئي، وبصرف النظر أيضا عن نجاحه التام أو نجاحه النسبي، أو فشله التام أو فشله النسبي. (أ) مرآة الغير
ومنذ اتصال التراث الذاتي بتراث الغير استطاعت الأنا رؤية ذاتها في الآخر، وأصبحت وظيفة الغير مرآة ترى فيها الذات نفسها وحدودها وقد تم ذلك على النحو الآتي: (1)
الاطلاع على الجديد، والإقدام على حضارة الغير، كما حدث أولا مع اليونان، دون تهيب أو رهبة، ومحاولة معرفة كل شيء سواء في العلوم الطبيعية أو في العلوم الإنسانية، وكأن الدعوة إلى التعلم تحولت من مجرد نص مكتوب إلى باعث حضاري. (2)
حدوث الصدمة الحضارية التي وقعت للمشايخ والعلماء أمام تجارب نابليون والتي عبر عنها الكتاب والأدباء في وصفهم للآخر مثل «تخليص الإبريز» للطهطاوي، و«حديث عيسى بن هشام» للمويلحي. وتم اكتشاف الذات بالمقارنة مع الغير، مع إحساس قوي بالتغاير. (3)
تمثل حضارة الغير والنهل منها، وانتقاء لحظات تجد فيها الذات نفسها مثل «الثورة الفرنسية» وأفكار الحرية والعدالة والمساواة والوطن والدستور والتي كان لها أبلغ الأثر في نهضتنا الحديثة (الطهطاوي، أديب إسحاق ... إلخ). (4)
بدايات النقد الذاتي لتراث الذات بمناسبة تراث الغير، ثم اكتشاف أن هذا النقد الذاتي يتفق مع بواعث التراث الذاتي في نشأته الأولى مثل تعليم البنات كما هو الحال عند الطهطاوي في «المرشد الأمين».
فما سماه الغرب خطأ بدايات الامتداد الثقافي الغربي في الشرق، هو في حقيقة الأمر بدايات رؤية الشرق لنفسه في مرآة الغرب. فكان الغرب مجرد عاكس للشرق لأصوله وتراثه وقيمه وحضارته. (ب) تأصيل الغير
وبالرغم من صدق الذات في اختيار اللحظة التاريخية عند الغير، الثورة الفرنسية، فقد حاولت تأصيل فلسفة «التنوير» التي عليها قامت الثورة بعد أن وجدت فيها شروط نهضتنا. فقد مثل لها «التنوير» احتياجاتها العقلية وما زال على النحو الآتي: (1)
العقل ضد الخرافة والوهم، وإعمال النظر والروية والتفكير في الأمور والتخطيط لها. وقد دفع ذلك رواد النهضة إلى اكتشاف دور العقل عند القدماء والاجتهاد في مقابل التقليد. وما زلنا حتى الآن نحاول إرساء دعائم العقلانية وجعل العقل أساسا للنهضة الحديثة، سواء عند المصلحين أو الليبراليين. (2)
أثبت العقل جدارته في النقد وجرأته على القديم في الرفض حتى تحول فيما بعد إلى نقد مجتمعاتنا المعاصرة وخفت حدة «المقدسات» وأعيد النظر في المسلمات، وبدأت الاستفسارات، وعمت التساؤلات، وأعيد النظر في الاختيارات الأولى، وطرحت البدائل من جديد. وبدأت معركة القدماء والمحدثين، وإحياء التيار الاعتزالي كما هو واضح عند محمد عبده. (3)
Halaman tidak diketahui