Kajian Tentang Muqaddimah Ibn Khaldun
دراسات عن مقدمة ابن خلدون
Genre-genre
التطور التدريجي في الطبيعة والمجتمعات
1
إن مسألة «أصل الأنواع» النباتية والحيوانية من المسائل التي استرعت أنظار العلماء والمفكرين ، وأثارت اهتمامهم منذ عصور طويلة.
وقد ظنوا في بادئ الأمر أن كل نوع من الأنواع يخلق مستقلا عن غيره، وأن الأوصاف التي تميز هذه الأنواع بعضها من بعض تبقى ثابتة فلا تتغير أبدا، فكل نوع من الأنواع النباتية والحيوانية ينشأ على حدة، ويبقى على حاله من تاريخ نشأته إلى حين انقراضه.
غير أن بعض العلماء والمفكرين ذهبوا إلى عكس ذلك تماما، قالوا إن الأوصاف التي تميز الأنواع بعضها من بعض لا تدوم على وتيرة واحدة، بل تتطور تطورا تدريجيا؛ يؤدي إلى تكوين أنواع جديدة؛ فإن الأنواع التي تراها الآن متخالفة، تنحدر في حقيقة الأمر من أصل واحد، إنها لم تصل إلى أشكالها الحالية إلا بعد سلسلة طويلة من التطورات.
إن ذلك لا ينحصر بالأنواع النباتية والحيوانية وحدها، بل يشمل النوع البشري أيضا، فإن الإنسان نشأ من تطور بعض الأنواع الحيوانية، وهو ينحدر من أصل حيواني مع أنواع القردة.
إن هذا الرأي نشأ تدريجيا، ثم كون «نظرية علمية» مستندة إلى مشاهدات وملاحظات كثيرة في أواسط القرن التاسع عشر، عندما نشر «داروين»
Darwin
كتابه المشهور عن «أصل الأنواع».
ولذلك عرفت هذه النظرية باسم «الداروينية»
Halaman tidak diketahui