Kajian Tentang Muqaddimah Ibn Khaldun
دراسات عن مقدمة ابن خلدون
Genre-genre
وللإجابة على هذا السؤال يجدر بنا أن نقوم بجولة سريعة بين التواريخ والمؤرخين؛ لنستعرض المواقف التي كان يقفها أسلاف ابن خلدون وأخلافه من المفكرين والمؤرخين تجاه هذه المسائل والأمور. (1) التاريخ والكهانة
إن جميع التواريخ والآثار القديمة تدل دلالة قطعية على أن الإنسان قد شعر - منذ أقدم الأزمنة - برغبة شديدة لمعرفة ما سيحدث في المستقبل، وأعتقد بأن هذه المعرفة من الأمور التي يمكن الوصول إليها بوسائل متنوعة وطرق شتى.
واليونان أنفسهم ساهموا في هذا الاعتقاد وحافظوا عليه، حتى في عهود ازدهار التفكير الفلسفي العقلاني
Rationalisme ، فقد اعتقدوا بأن الآلهة تبين مقاصدها من حين إلى حين، تارة ردا على أسئلة السائلين، وطورا من غير سؤال من أحد الآدميين، وأما الوسائط التي تستخدمها لإظهار مقاصدها، وإعلان إنذاراتها بهذه الصورة - على زعم اليونانيين - فقد كانت متنوعة جدا؛ الكهان، والطيور، والنسور، والصواعق، كانت من أهم تلك الوسائط وأعمها، فمعرفة المستقبل مما يتم بتفسير الكلمات التي تصدر عن ألسنة الكهان تحت بعض الشروط ومختلف الطقوس، أو بالاستدلال من صرخات الطيور وحركاتها، أو بملاحظة بعض العلائم التي تظهر في أحشاء القرابين، وعلى الأخص في أكبادها.
هذه المعتقدات أدت إلى تأسيس بعض المعابد المختصة بالكهانة، وكونت الكهان الاختصاصيين في استجواب الآلهة، وتعبير إنذاراتها المختلفة.
إن الاعتقاد بالكهانة والكهان على هذا المنوال ساد على أذهان اليونانيين بوجه عام، حتى إن معظم مفكريهم أيضا خضعوا لأحكام هذا الاعتقاد؛ ولذلك نجد أن الكهانة قد لعبت دورا هاما في تاريخ اليونان، حتى إن بعض المؤرخين ادعوا بأن كل «تاريخ اليونان بمثابة فصل كبير من فصول تاريخ الكهانات العام.»
L. de Gérin’Ricard, Histoire de l’occultisme p. 74.
والمؤرخون اهتموا اهتماما كبيرا بتسجيل أخبار الكهانة منذ عهد «هرودوت» الشهير، فإن التاريخ الذي خلفه لنا «أبو التاريخ» - مثلا - مملوء بأخبار الكهانات التي تتخلل جميع الوقائع، على صور شتى:
يبدأ هرودوت تاريخه هذا بترجمة حياة «قره زوس»
Crésus ، ويقص لنا أخبار الكهانات التي أحاطت بحياة هذا الملك العظيم في كل صفحة من صفحاته المتتالية:
Halaman tidak diketahui