153

Kajian Tentang Muqaddimah Ibn Khaldun

دراسات عن مقدمة ابن خلدون

Genre-genre

ولكنه كان يطمع في عمل أكثر جدية وأعظم أهمية من ذلك بكثير، كان يمني نفسه بتأليف كتاب «حقوقي سياسي» هام، فأخذ يعد نفسه لكتابة «روح القوانين»

Esprit des lois ، وقد رأى من الضروري أن يتفرغ بكليته لتحقيق أمنيته هذه، فباع رئاسة المحكمة التي كانت بعهدته،

1

وبعد ذلك أخذ يقضي جميع أوقاته بالبحث والمطالعة في قصر أسرته.

غير أن مونتسكيو أدرك بعد مدة وجيزة عدم كفاية المطالعة وحدها لتحقيق أمنيته، فقام برحلة إلى مختلف البلاد الأوروبية؛ بغية الاطلاع على النظم السياسية السائدة فيها. استغرقت رحلته هذه ثلاث سنوات - وذلك من 1728 إلى 1731 - وشملت البلاد الألمانية والإيطالية المختلفة، مع المجر والنمسا وسويسرا وهولاندا وإنجلترا، وقد قضى مونتسكيو معظم هذه المدة في المملكة الأخيرة، وتأثر بالنظم التي شاهدها هناك تأثرا كبيرا.

وحينما عاد من هذه الرحلة الطويلة لم يرغب في الاستقرار بباريس، بل رجع إلى قصر أسرته، وانزوى فيه، وأخذ يشتغل هنالك بالمطالعة والكتابة من جهة، وبإدارة شئون أراضيه من جهة أخرى، ولم يعد يذهب إلى باريس إلا من وقت إلى آخر لمدد قصيرة. (3)

وقد نشر مونتسكيو سنة 1730 كتابا بعنوان: «ملاحظات عن أسباب عظمة الرومان وانحطاطهم». إنه كان شرع في إعداد هذه الملاحظات ليجعلها فصلا من تأليفه الأساسي «روح القوانين»، ولكنه حينما قطع شوطا في كتابتها لاحظ أنها توسعت توسعا كبيرا، فلم ير من المعقول اعتبارها فصلا من كتاب، فقرر أن ينشرها على شكل كتاب مستقل.

وأما كتاب روح القوانين نفسه فلم ينته مونتسكيو من تأليفه ونشره إلا سنة 1748، وقد صرح في المقدمة التي صدره بها أنه اشتغل بتأليفه مدة لا تقل عن عشرين عاما.

لقد نال روح القوانين عقب انتشاره شهرة هائلة استوجبت إعادة طبعه أكثر من عشرين مرة خلال سنة ونصف السنة.

ولم يعمر مونتسكيو بعد الانتهاء من تأليف روح القوانين إلا سبع سنوات، ولم ينتج خلال هذه المدة شيئا غير «الدفاع عن روح القوانين»، الذي خطه سنة 1850؛ ردا على بعض الناقدين.

Halaman tidak diketahui