Agama, Wahyu, dan Islam
الدين والوحي والإسلام
Genre-genre
فإذا وجد المانعان معا لم يحصل إحساس بالصور المتخيلة، أما إذا زال أحدهما وبقي الآخر فربما استولى المتخيل على الحس المشترك فلاحت فيه الصور محسوسة مشاهدة. (4)
وعند النوم يزول هذان المانعان عن القابل والفاعل، أما الفاعل فإن النفس مشغولة بتدبير البدن وإعانة القوة الهاضمة، فلا تفرغ لتدبير القوة المتخيلة، فتكون هذه مشغولة بنفسها متمكنة من التشبيح والتلويح كيف شاءت من غير مانع؛ وأما القابل فلأن الحس المشترك خال عن النقوش الواردة عليه من الحس الظاهر؛ إذ الحس الظاهر يركد بالنوم.
ومتى حصل الفاعل والقابل بالتمام والكمال حصل الفعل لا محالة، فلا جرم ظهرت هذه الصور في المنام وصارت كالأمور المشاهدة. (5)
أما في حالة المرض فإن النفس تنجذب كل الانجذاب إلى جهة المرض فيشغلها أمر التدبير لإصلاح البدن عن تدبير المتخيلة، فضعف أحد الضابطين للمتخيلة، فقويت على التشبيح، فلاحت تلك الأشباح في الحس المشترك. (6)
النفس إذا كانت قوية قويت على حفظ عين ما أدركته ولم تنتقل منه إلى ما يحاكيه، وإذا كانت ضعيفة ضعفت عن حال المدركات، فربما انتقلت من الشيء إلى ما يحاكيه ويشاركه من بعض الوجوه، ثم من ذلك المحاكي إلى ما يحاكيه مرة أخرى؛ فلا تزال تنتقل من الشيء إلى ما يحاكيه إلى أن تصل إلى أمر لا يناسب المدرك الأول بوجه، وهذا إنما يكون لاستيلاء القوة المتخيلة وضعف النفس عن إصلاحها، والنفس إذا قويت جدا لم يكن اشتغالها بتدبير البدن عائقا لها عن اتصالها بالعالم العقلي، ولم يكن التفاتها إلى أحد الجانبين شاغلا لها عن الالتفات إلى الآخر. (7)
وكما أن النفس تتصل عند النوم بالعقول التي فيها نقش الموجودات كلها فينطبع في النفس ما في تلك العقول من صور الأشياء لا سيما ما يناسب غرض الرائي كانطباع صورة في مرآة، ثم تركب المتخيلة صورا مناسبة لها، ثم تنحدر تلك الصور إلى الحس المشترك، كذلك قد تحصل مثل هذه الحالة في اليقظة إذا كانت النفس قوية وافية بالجانبين، فتتصل النفس بالعقول وتدرك من هناك أمورا، ثم تركب المتخيلة صورا مناسبة لتلك التعقلات، ثم تنحدر تلك الصور إلى لوح الحس المشترك، فتصير محسوسة، فتحصل حينئذ صور وسماع كلام وإن لم يكن لشيء من ذلك وجود في الخارج. (8)
وإذا اتصلت النفس بالعقول المفارقة في يقظة أو نوم كان الأثر الحاصل فيها على أقسام:
أحدها:
أن يكون ضعيفا جدا فلا يحرك الخيال والذكر ولا يبقى أثر فيهما ألبتة.
وثانيها:
Halaman tidak diketahui