Agama Manusia
دين الإنسان: بحث في ماهية الدين ومنشأ الدافع الديني
Genre-genre
يتألف المعتقد عادة من عدد من الأفكار الواضحة والمباشرة، تعمل على رسم صورة ذهنية لعالم المقدسات، وتوضح الصلة بينه وبين عالم الإنسان، وغالبا ما تصاغ هذه الأفكار في شكل صلوات وتراتيل؛ فضمن هذا الشكل من الأدب الديني نستطيع البحث عن المعتقدات الأصلية والمباشرة لجماعة من الجماعات. ولسوف أسوق فيما يأتي، ولغرض التوضيح العملي، صورة حية عن معتقد مصاغ في ترتيلة مشهورة تعتبر من عيون الأدب الديني القديم، وتعرف ب «الترتيلة الطويلة» للفرعون أخناتون، والمرفوعة إلى إلهه الأوحد «آتون»؛ الطاقة الكونية المتمثلة في قرص الشمس. وهذه الترتيلة هي ثانية ترتيلتين هما كل ما وصلنا من تراث الآتونية المكتوب، إضافة إلى عدد من نصوص القبور التي تركها أتباع الفرعون.
ترسم صلاة أخناتون صورة لمعتقد على درجة عالية من التجريد؛ فإله الديانة الآتونية، كما يبدو هنا، هو قوة إلهية غير مشخصة، وطاقة صافية تأبى على التشكل في هيئة إله ذي ملامح محددة وشخصية مرسومة. إنها القدرة التي صدر عنها الكون بكل أجزائه وتفاصيله وأشكال الحياة المنبثة فيه، والطاقة التي تتجلى في عالم الظواهر بقرص الشمس. تتميز ترتيلة أخناتون بغياب الإشارات الميثولوجية، وانتفاء كل ظلال أسطورية ترافق عادة الصلوات الدينية. تقول الترتيلة:
1
كم هو جميل شروقك في الآفاق، أي آتون الحي، بادئ الحياة.
عندما ترتفع في الأفق الشرقي يملأ بهاؤك كل البلدان.
تحيط أشعتك بكل ما خلقت من أصقاع، والكل أسرى لك، وأنت «رع» تطوقهم بمحبتك.
أنت عال وبعيد، ولكن نورك ضاف على الأرض.
أنت عال وبعيد، ولكن آثار خطوك تصنع النهار.
وعندما تميل وراء الأفق الغربي، تغرق الأرض في ظلام كأنه الموت،
ويأوي الكل إلى بيوتهم، فتخرج الآساد من عرينها والحيات من جحورها.
Halaman tidak diketahui