Darah Pada Gerbang Dunia Bawah: Kajian Arkeologi Peradaban
دماء على بوابات العالم السفلي: دراسة أثرية حضارية
Genre-genre
ارتبطت عادات الدفن في بلاد الأناضول بأمور عدة؛ أسطورية وعقائدية ودينية، كان منها: عبادة الأسلاف، وتقديس الحيوان، والسحر، ولقد وضح كل ذلك في مختلف دفنات هاتشيلار وجوبيكلي تبة وشاتال هويوك في العصر الحجري الحديث.
ولو ألقينا الضوء على عادات الدفن في الأناضول خاصة في أهم مواقع العصر الحجري الحديث، لوجدنا أنها ارتبطت بعبادة الأسلاف في أغلب الأحيان؛ ففي موقع هاتشيلار الذي يؤرخ بالعصر الحجري الحديث (الألف السابع ق.م.) لم يعثر على مقابر صريحة، ولكن عثر على جماجم منفصلة في البيوت مما يبعث على الاعتقاد بأنه كان هناك نوع من العبادات تخص سلالة الأجداد من خلال الاحتفاظ بجماجمهم داخل المساكن.
2
وفي شاتال هويوك ارتبطت عادات الدفن بالممارسات الدينية والشعائرية مما أدى بالعلماء إلى قول إن هذا الموقع كان منطقة معابد؛ وإن ما به من مساكن كانت تخص الكهنة في أغلب الأحيان، وكانت المعابد مزينة بنقوش من الجص على جدران صلبة وتمثل النقوش رءوس حيوانات لا سيما الثيران، ولم يعثر على موائد للقرابين، وقد عثر على معبد في المستوى السابع للحفائر كان مزينا في الجانب الشرقي منه برأس ثور، وعثر إلى جانب هذا الرأس على فتحة كانت مخصصة لحفظ الأدوات الطقسية.
3
ولقد عثر على إحدى عشرة دفنة ملونة بالمغرة الحمراء (أكسيد الحديد)،
4
وذلك في مستويات من الثالث وحتى التاسع بشاتال هيوك والتي تؤرخ بالعصر الحجري الحديث، ست من تلك الدفنات جاءت في مقاصير واضحة المعالم ومحددة، وثلاث من تلك الدفنات عثر عليها في بقايا أبنية ربما كانت مقاصير، والاثنتان الأخريان عثر عليهما في أبنية مفتوحة للعراء شيدت أعلى مقاصير من مرحلة سابقة عنها؛ ومن ثم فربما كان قد بزغ في الذهن آنذاك معتقدات دينية تخص مثل تلك الدفنات التي صبغت بالأحمر،
5
والتي كان يتم وضعها فقط في الأماكن المحرمة أو مقاصير العبادة، ولم يعثر على مثل تلك الدفنات في أماكن السكن المعتادة.
Halaman tidak diketahui