Darah Pada Gerbang Dunia Bawah: Kajian Arkeologi Peradaban
دماء على بوابات العالم السفلي: دراسة أثرية حضارية
Genre-genre
فمن بين الرب والروح، وقداسة الطبيعة والسلف خرج الفن الأفريقي كوسيلة للتواصل بين الإنسان الأفريقي وعوالم معتقداته، فابتدع الأقنعة والنذور والقرابين التي كانت تمثل جوهر الحياة في المجتمعات الأفريقية التقليدية.
6 (3) قرابين الدم في أفريقيا
القربان يعني: كل ما يتقرب به الإنسان إلى القوى العلوية من ذبيحة وغيرها، وقد تكون هذه القوى إلها أو غيرها من القوى فوق الطبيعة الأخرى؛ جن، أولياء، أرواح ... إلخ، وإذا كان لكل قربان دلالته وقيمته الرمزية فإن أكثر أنواع القرابين قيمة هي الذبائح التي تراق دماؤها خلال طقوس دينية أو سحرية في مكان مقدس. وتختلف طبيعة القرابين باختلاف المناسبات والجهة التي تقدم إليها، ولقد اعتقد الإنسان القديم أن النفس والروح تجريان في الدم؛ فالكائن الحي يفقد الحياة بنزيفه للدم لذا كان الذبح هو الطريقة المثلى للتضحية وإزهاق الروح.
7 (4) التعدد الروحي في أفريقيا
ما زال الاعتقاد بوجود الروح في كل شيء يسيطر على كثير من القبائل في أفريقيا، حيث إن لكل الأشياء الحية وغير الحية روحا داخلية غير مرئية سواء أكانت شجرة أم حجرا أم حيوانا كما يعتقدون، وهذه الأرواح هي التي تجعلها تبدو في الصورة التي هي عليها بأحاسيسها الخاصة، تستطيع الانتقام إذا أثيرت، وتعبر عن الحب إذا أرادت، فإذا حرك شخص صخرة ما فالأفضل له أن يفعل شيئا لاستعطاف الروح التي تعيش فيها، وإلا سبب لها ضررا وأذى كبيرين، وكلما كان حجم الصخرة كبيرا زادت اللعنة التي تحل به، وهذا الأمر ينطبق على الأنهار والأشجار والغابات وغيرها من ظواهر الطبيعة.
8
يقف الأفريقي وسط هذا التعدد الروحي في مزيج من الأمل والرهبة، ولما كان يؤمن بأن سلوك الأرواح من الممكن التأثير عليه بأعمال البشر، فإنه يعتقد أنه إذا استطاع أن يجندها لصالحه فإنه سيحصل على ما يريد، ويستطيع أن يقضي على أعدائه، وعلى العكس فإن العدو الذي يكتسب السيطرة عليها سيستطيع إزعاجه وتدميره، وهكذا فإن الأفريقي عندما يصيبه المرض فإنه يعتقد أن روحا أو قوة خفية يؤثر فيها إنسان آخر هي التي سببت إصابته بالمرض، والموت نفسه ليس أمرا لا مفر منه، بل إن المرء يموت لأن شخصا آخر قرر أنه ينبغي أن يموت، ويجري استخدام هذه القوى غير المنظورة عن طريق السحر الذي يزدهر وينتشر في المجتمعات الأفريقية.
وذلك باعتبار أن الطبيعة تسكنها أرواح، وما الظواهر المادية إلا كشف لهذه الأرواح، أو باعتبار أن ما يصيب الإنسان هو الظواهر المادية الفعلية فإن إبعاد هذه المصائب يتوقف على الأرواح؛ لهذا لا بد من التضرع لهذه الأرواح قصد الإبقاء على الإنسان وإبعاد المصائب عنه، ويظهر التضرع والرجاء في القيام بالصلوات وتقديم القرابين والأضاحي ومخاطبة الأرواح، فبالتقرب للأرواح يقع التأثير في الطبيعة والمجتمع فيقع إبعاد الكوارث الطبيعية كالجفاف والزلازل والبراكين وغيرها، وكذلك إبعاد المصائب التي يسببها الإنسان للإنسان كالحروب والاستعباد والاستغلال وعموما القهر بجميع أشكاله.
9
كما أن هناك اعتقادا بمسألة الخلود الإنساني، فبعد الموت العادي تذهب الروح البشرية إلى السماء فترة ما، ولكنها تعود لتسكن في كوخ الأسرة، أو على مقربة منه، منتظرة أن تعود للتقمص داخل الأسرة في صورة طفل، والطفل الجديد في المجتمع الأفريقي لا يشبه قريبه الميت، بل هو هذا القريب فعلا.
Halaman tidak diketahui