92

Dibaj Wadi

الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي

Genre-genre

Retorik

وكل واحد من هذه الأقطاب مشتملا(1) على نكت غريبة ولطائف عجيبة، نلحق(2) بكل واحد منها ما يليق به منها، فهذا ما أردنا تقريره من الإشارة إلى ضبط قواعد الكتاب، واشتماله على ما ذكرناه من هذه العلوم، نعم مع تقريري له على هذا النظام وتنزيله على مثل هذه الضوابط، فإني لا أدعي أني قد أحطت بأقطاره واستوليت على غوائله وأغواره بحيث لا يشذ عني شيء من ذلك، فليس في ذلك وسعي، ولا يدخل تحت طوقي وإمكاني، فإن الذي يعزب عن فطنتي أكثر من الحاصل في ربقتي والفائت عني أكثرمن الواصل إلي، وكيف أدعي حصره، وليس لمحاسنه حد ولا غاية، ولا أمد لها ولا نهاية، فإن فيه حاجة كل عالم، وبغية كل متعلم، ومطلب كل بليغ، ومقصد كل زاهد، ومنية كل عابد، وما علي إلا بذل الوسع والاجتهاد، وعلىالله الإعانة والتكفل بالإرشاد، وهذا حين ابتدائنا في شرح كلامه بالهداية للصواب من الله وإلهامه، والرغبة إليه في التوفيق لإنجازه وإتمامه.

القطب الأول: في ذكر الخطب والدلائل

اعلم أن الخطبة بضم الفاء عبارة عن المصدر، يقال: خطبت على المنبر خطبة، وكأنه واقع على المصدر والكلام بلفظ واحد، بخلاف قولنا: غرفت غرفة، وغرفة، فالفتح(3) المرة الواحدة وهو المصدر، والضم اسم للشيء المعروف، وهذا هو الأكثر الجاري أعني التفرقة بين المصدر والاسم، فأما هاهنا فإنهما جاريان بلفظ واحد كما ذكرناه.

Halaman 97