إذ كان كلامه عليه السلام عليه مسحة(4) من الكلام(5) المعجز السماوي، وفيه عبقه(6) من رائحة الكلام النبوي، فلما سبكته نيارالفكرة في بوتق التحقيق، وصار ذهبا خالصا يموج في قالب أنيق، سميته بكتاب: ( الديباج الوضي، في الكشف عن أسرار كلام الوصي)، ليكون اسمه موافقا لمسماه، ولفظه مطابقا لمعناه، حيث كانت(1) العلوم دررا وهو تاجها، وحللا وهو ديباجها.

وأنا أسأل الله بجوده الذي هو غاية كل طالب وسائل، وكرمه الذي هو نهاية كل مطلوب ونائل، أن يوفق سعيي لما يرضيه، ويعينني على ما أقصده من ذلك وأبغيه، ويجعله [لوجهه] (2) خالصا، ونعم المسئول.

(قال الشريف المؤلف رضي الله عنه): واعلم أنا قبل الخوض في كشف الغطاء عن لطائف كلامه وإظهار الأسرار منه، نذكر مقدمة مشتملة على تقريرات ثلاثة تكون تمهيدا لما نريد ذكره من بعده بمعونة الله.

التقرير الأول

في بيان الكتاب الذي كان هذا الإملاء شرحا له.

Halaman 90