Dibaj Wadi
الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي
Genre-genre
(14) ومن كلام له عليه السلام فيما رده على المسلمين من قطائع عثمان
القطاع والقطاع بالكسر والفتح هو: المال الحرام. وأقطعت الرجل قطيعة أي طائفة من مال الخراج، وذلك أنه قد كان جرى في خلافته أحداث عظيمة وأمور منكرة من أخذ الأموال من غير حلها، وصرفها في غير وجهها، وإيثار أقاربه بها، مع عدم الاستحقاق منهم لها، فلما كان الأمر فيها كما قلناه، وانتهت النوبة إلى أمير المؤمنين ردها عن تلك المصارف، وقال:
(والله لو وجدته قد تزوج به النساء): أراد جعل مهورا لهن.
(وملك به الإماء): بأن جعل أثمانا لهن، وإنما مثل بهذين الأمرين لأنهما أحق الأمور المباحة بالبذل، والزيادة فيهما لا تكون تبذيرا، ولهذا قال تعالى: {وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا}[النساء:20]، وقال في آية أخرى: {فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا}[النساء:4].
وعن أمير المؤمنين أنه قال: (إذا مس الإنسان وجع في بطنه، فليأخذ من مهر امرأته شيئا، وليشتري به عسلا، ويجعل عليه شيئا(1) من ماء السماء؛ ثم يشربه فيجمع بين الهنيء والمريء والشفاء والماء المبارك).
فلهذا مثله بما ذكرناه، يريد فلو صرف في هذه المصارف مع حلها وقلة التبعة فيها.
(لرددته): عن مصرفه هذا، ولصرفته في مصرفه الذي أمرالله بصرفه فيه.
(فإن في العدل سعة): في الدنيا راحة القلب عن مظالم الخلق، وضيق النفس منهم بكثرة المطالبة والمخاصمة.
وأما في الآخرة فإن فيه خلاصا عن الحساب والوقوف بين يدي الله.
(ومن ضاق عليه العدل فالجور عليه أضيق): فيه وجهان:
Halaman 223