102

Dibaj Wadi

الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي

Genre-genre

Retorik

وما قاله عليه السلام هو مختارنا، وقد ورد في عدة من كلامه كما سننبه عليه في مواضعه اللائقة، وهذا الأسلوب الذي أورده يسمى: التعديد عند علماء البيان، وهو من البلاغة في أرفع قدر ومكان(1)، وهو الإتيان(2) بالصفات الحسنى من غير توسط حروف عطف، كما ورد في التنزيل، كقوله تعالى: {الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر}[الحشر:23] إلى آخرها، وقوله: {شديد العقاب ذي الطول}[غافر:3].

(فطرالخلائق بقدرته): فطر الأشياء (3) هو: إبداعها، واختراعها.

قال ابن عباس: ما كنت أدري ما فاطر السماوات حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر، فقال أحدهما: أنا فطرتها(4) .

والخلائق: جمع خليقة، وهو: عبارة عن جميع المكونات الحادثة بقدرته، كما تقول: كتبت بالقلم نزلها منزلة الآلة، وليس آلة في الحقيقة؛ لأن الفعل يستحيل وجوده من غير قدرة.

(ونشر الرياح برحمته): بسطها، من قولهم: نشرت المتاع إذا بسطته، أو نشرت الثوب بعد طيه، وكلاهما حاصل في حق الريح، فإنه تعالى يبسطها في جهاتها الواسعة، وينشرها بعد أن كانت مطوية أي راكدة.

وقوله: (برحمته) يروى بالباء، من قولهم: أكلت باللحم، أي أنها ملابسة للرحمة مصاحبة لها، ويروى باللام، أي أنه ما نشرها إلا للرحمة فهي الباعثة علىفعلها، والداعية إليها، كما تقول: جئت للسمن .

Halaman 107