العوانسِ والعاهراتِ ... فمن فعل ذلك فلا عيب عليه عندهم، لأنه يعمل في «الكليات»، أما من ألّفَ جزءًا حديثيًا في «العجنِ في الصلاة» أو رسالةً في «عقد التسبيح باليمين» فهذا مُغْرِقٌ في «الجزئيات» منصرفٌ عن «الكليات» ينبغي أن يُوَجَّهَ ويُصْرَف إلى تَعَلُّمِ «فقه الواقع» ليكون في عدادِ أصحاب «الكلياتِ»!!
فلا أدري - واللهِ - ما يقولون عن جابر بن عبد الله ﵁ الذي رَحَلَ شهرًا في حديثٍ (١)، أهو مغرقٌ أيضًا في الجزئيات؟ لِمَ لا يكون كذلك، وأصحاب تلك الأجزاء بذلوا من وقتهم أسبوعين، أو اقل أو أكثر، ينظرون في الأحاديث، ويصححون مفهومها، فَذُمُّوا على ذلك!!!
ولا أدري ما يقولون عن سلفنا الصالح الذين أغرقوا المكتبات بالكتابة في «الجزئيات» أيذَمُّوْنَ بذلك أيضًا؟
﴿سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ﴾.
ومن شبههم أيضًا، قولهم: (الخلافُ في الفروع سهلٌ).
هذه الكلمة متمخضة عن الشبهة السالفة، التي تُقرِّر تقسيم الدين إلى فروعٍ وأصول، وهي في الحقيقة ثمرةٌ من ثمراتها، إذِ المقصود
_________
(١) علّقه البخاري في صحيحه - كتاب العلم - باب ما ذكر في ذهاب موسى ﵇ في البحر إلى الخضر (١/ ٤٠، ط دار القلم - دمشق).
وينظر كتاب (الرحلة في طلب الحديث) للخطيب البغدادي ص: ١١٠، ط دار الكتب العلمية.
1 / 116
بين يدي الرسالة
المقدمة
فصل في ذكر الأحاديث والآثار التي تتضمن اللوم والإنكار على من ترك سنة
فصل في مناقشة قول ابن حزم: إنه لا يلحق تارك السنن لوم ولا عتاب