فقلت: «كيف نختصر من ثلاث كلمات؟»
فقال توفيق بك: «بسيطة، أليست البرقية تقول أحسن الله عزاءكم.»
فلنقل أحسن الله وكفى.
ولك أن تتصور شخصا مفئودا بوفاة والدته، ويجد برقية تسعى إليه لتقول أحسن الله، وفقط.
ومن طرائفه أيضا التي لا أنساها أنني كنت معه وحدي نتناول الغداء في أحد مطاعم الإسكندرية، وجاء النادل يسألنا عما نريده حلوا، وكان توفيق بك منهمكا في الحديث بحرارة فقال: «عندك عنب؟» - «نعم.» - «هات عنب.»
وحتى لا أقطع عليه الحديث قلت أنا أيضا في سرعة: «وأنا الآخر، هات لي عنب.»
وإذا بالجزع يرتسم على وجه توفيق بك، ويقطع حديثه المتدفق، ويلقف النادل قبل أن ينصرف: «انتظر، انتظر.»
ونظر إلي: «أنت تريد عنب؟»
قلت: «نعم، لا بأس.»
فإذا هو يقول للنادل وكأنه يحتسب الله: «طيب هات لي أنا تين بقى.»
Halaman tidak diketahui