تحنو علي وترعى غيبتي أبدا
على الليالي بنات العم والخال
يرضين علمي وجهلي لا يضقن به
ذرعا ويحمدن إكثاري وإقلالي
ويغتبطن بإجمال يشدن به
وقد يكون ضئيلا شأن إجمالي
لزلتما تشهدان العيش متسقا
والدهر في حدب منه وإقبال
وقد ظلت هذه العلاقة عائلية، وكنا نحن الأبناء نتسامع بشعر عمنا عزيز، ولكن لم يكن له عمل شعري متكامل، وكان تصورنا أنه مجرد هاو يقول الشعر في المناسبات العائلية الظريفة يحيي بها أقاربه، حتى فجعه الدهر، وفجعنا جميعا بوفاة السيدة زوجته التي عاشت ما عاشت من عمر شعاعا من نور وحب على كل أقربائها. ما اختلفت يوما مع أحد، ولم نسمع عنها نحن الذين في عمر أبنائها إلا المديح والثناء، ومثلنا نحن الأطفال يسمع ما لا يسمعه الكبار، فالسيدات لا يتحرجن أن يذكرن غيرهن بصراحة أمامنا، وأشهد الله ما رأيت من هذه السيدة إلا سماحة في اللقاء، وإشراقا في التحية وترحيبا في الاستقبال. وما سمعت عنها من سيدة في الأسرة إلا ما يجعلها في مرتبة رفيعة من الإنسانية، فكأنما كانت بينهن ملاكا لا يصنع إلا النور، ولا يشيع إلا الرضا والإيناس والطمأنينة.
وتفجر ينبوع الشعر في إهداء زوجها الشاعر الأصيل الذي كان قبل وفاتها لا يجد ما يقول فيه، وشاء القدر أن يكون الألم المرير والفجيعة القاصمة وشجرته التي اجتاحها القدر هي التفجير لموهبته الشامخة، فكان ديوانه الأول أنات حائرة الذي أصعده شهابا في سماء الشعر العربي دون أي تمهيد عند من لا يعرفونه، ثم كان بعد ذلك عزيز أباظة ثاني اثنين في ميدان المسرح الشعري، وآخر العمالقة في جيل شوقي وحافظ ومطران.
Halaman tidak diketahui