68

مريم :

كفاك تعبا يا سيدتي لقد أنهكت قواك، لا ريب أنني سأكون عرضة لتأنيب سيدي كمال بك لهذا التعب.

زينب (تدخل من البلكون وفي وسطها مريلة سوداء وبيدها رشاشة الزهور) :

كادت الزهور تذبل من قلة الري.

مريم :

ما رأيت سيدة في مثل نشاطك وهمتك يا سيدتي، تغيرت معالم المنزل في نصف ساعة فقط، أخشى أن يتوهم سيدي كمال بك عند حضوره أنه يدخل بيتا غير بيته.

زينب :

لماذا غاب كمال بك كل هذا الغياب؟ ألم تقولي: إنه سيحضر بعد نصف ساعة؟

مريم (تضحك برنة سرور وتعريض) :

وهل مضت النصف ساعة يا سيدتي الهانم؟ سيحضر حالا فلا تستسلمي إلى القلق، إنها لصدفة سيئة، يجلس كل يوم غارقا بين كتبه الساعات الطوال دون أن يسأل عنه إنسان لو رأيت يا سيدتي ارتباكه عندما طلب منذ هنيهة لأشفقت عليه، جلس منذ الصباح في نافذة الطابق العلوي يرقب بمنظاره قدوم القطار، وبينما هو على مضض الصبر والانتظار إذا بالباب يدق، وإذا هو مطلوب لمقابلة المحافظ في أمر مهم، اضطرب المسكين في أول الأمر واعتذر بأنه مريض لا يستطيع الذهاب، غير أنه بعد عشر دقائق جاء الرسول يقول بأن المحافظ يلح في طلبه، وأنه إذا لم يحضر فسيجيء هو إليه أثناء انصرافه إلى البيت، فجمع المسكين أوراقه وكلفني بأن أستقبل سيدتي الهانم ريثما يعود بعد نصف ساعة، يا للمسكين! لن أنسى حالة سيدي واضطرابه في هذا اليوم.

Halaman tidak diketahui