109

كمال (بسكون) :

نعم، الأمر كما تقول، ولكن ... (مشيرا بيده إلى دماغه)

بعد أن يتهشم هذا لا يبقى في داخل القلب ما ينهشه (يضحك بعصبية) ، ومع ذلك ألا يكفي الدم للتكفير عن الذنوب الماضية والمستقبلة؟

جلال :

هذا فظيع، إنه لجنون محض، لا أطيق أن أحتمل ذلك.

كمال (مبتسما في حسرة ومداعبا صديقه) :

لا تكن طفلا يا جلال ولا تسترسل في الإحساس كل الاسترسال، أنت تعرفني تماما، لن أحيد عن هذه الخطة مهما كانت العاقبة، وما أريده منك أن تقوم غدا في قطار الصباح إلى القاهرة لتكون عند أهلي قبل وصول أخبار الحادثة، فتجمع أختي وأمي وتنبئهما أولا بأنني جريح طريح الفراش، هكذا أوصلوا إلينا نعي والدي الباشا منذ أعوام، وبعد ... (بتعب)

وبعد ... أترك لك التصرف في الباقي حسبما يتراءى لك، لقد جمعت كل أعمالي الرسمية والخصوصية وجميعها داخل هذا المظروف، وغدا (يبتسم ابتسامة مرة)

سوف لا تحضر حفلة عرسي بطبيعة الحال، إنما أرجوك أن توصي أهلي بنقل رفاتي إلى تلك المقبرة النائية التي بنيت حديثا في مدفن العائلة، نعم، هناك في ركن هادئ من أركان المقبرة (لا يتمالك جلال نفسه فيترامى على صديقه باكيا معانقا ويأخذ كمال في مداعبة شعره)

ما زلت طفلا يا جلال ... أمر آخر أحذرك منه تمام التحذير، إياك أن تحدثك نفسك بأن تقوم بإحباط مشروعي قصد إنقاذي، إنك بذلك إنما تلجئني إلى تنفيذ القرار بيدي، هيا الآن نتعانق (يتعانقان ويخرج جلال والمنديل على وجهه) .

Halaman tidak diketahui