Dhayl Thamarat Awraq
ثمرات الأوراق (مطبوع بهامش المستطرف في كل فن مستظرف للشهاب الأبشيهي)
Penerbit
مكتبة الجمهورية العربية، مصر
Genre-genre
إذ ذاك جائعا فسأل عن أهله وقال ما حال ابني عمير قال ما تحب قد ملأ الأرض والحي رجالا ونساء قال فما فعلت أم عمير قال صالحة أيضا قال فما حال الدار قال عامرة بأهلها قال وكلبنا ايقاع قال قد ملأ الأرض نباحا قال فما حال جملي زريق قال على ما يسرك قال فالتفت إلى خادمه وقال أرفع الطعام فرفعه ولم يشبع الأعرابي ثم أقبل عليه يسأله وقال يا مبارك الناصية أعد علي ما ذكرت قال سل عما بدا لك قال فما حال كلبي إيقاع قال مات قال وما الذي أماته قال اختنق بعظمة من عظام جملك زريق فمات قال أو مات جملي زريق قال نعم قال وما الذي أماته قال كثرة نقل اللبن إلى قبر أم عمير قال أو ماتت أم عمير قال نعم قال وما الذي أماتها قال كثرة بكائها على عمير قال أو مات عمير قال نعم قال وما الذي أماته قال سقطت عليه الدار قال أو سقطت الدار قال نعم قال فقام له بالعصا ضاربا فولى من بين يديه هاربا.
وقال دعيل كنا عند سهل بن هارون فلم نبرح حتى كاد يموت من الجوع فقال ويلك يا غلام آتنا غداءنا فأتى بقصعة فيها ديك مطبوخ تحته ثريد قليل فتأمل الديك فرآه بغير رأس فقال لغلامه وأين الرأس فقال رميته فقال والله إني لأكره من يرمى برجله فكيف برأسه ويحك أما علمت أن الرأس رئيس الأعضاء ومنه يصيح الديك ولولا صوته ما أريد وفيه فرقه الذي يتبرك به وعينه التي يضرب بها المثل فيقال شراب كعين الديك ودماغه عجيب لوجع الكلية ولم نر عظما أهش تحت الأسنان من عظم رأسه وهبك ظننت أني لا آكله ما قلت عنده من يأكله أنظر في أي مكان رميته فائتني به فقال لا أعرف أين رميته فقال لكني أنا أعرف أين رميته قد رميته في بطنك الله حسبك.
واشتكى رجل مروزي صدره من سعال فوصفوا له سويق اللوز فاستثقل النفقة ورأى الصبر على الوجع أخف عليه من الدواء فبينما هو يماطل الأيام ويدفع الآلام أتاه بعض أصدقائه فوصف له ماء النخالة وقال له أنه يجلوا الصدر فأمر بالنخالة فطبخت له وشرب من مائها فجلا صدره ووجده يعصم فلما حضر غداؤه أمر به فرفع إلى العشاء وقال لامرأته أطبخي لأهل بيتنا النخالة فإني وجدت ماءها يعصم ويجلو الصدر فقالت لقد جمع الله لك بهذه النخالة بين دواء وغداء فالحمد لله على هذه النعمة.
وعن خاقان بن صبح قال دخلت على رجل من أهل خراسان ليلا فأتانا بمسرجة فيها فتيلة في غاية الرقة وقد علق فيها عودا بخيط فقلت له ما بال هذا العود مربوطا قال قد شرب الدهن وإذا ضاع ولم نحفظه احتجنا إلى غيره فلا نجد إلا عودا عطشان ونخشى أن يشرب الدهن قال بينما أنا
Halaman 249