Dhayl Tarikh Baghdad
ذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي
Genre-genre
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي ، قال : حدثنا محمد بن يونس بن موسى ، قال : حدثنا فهد بن حيان ، قال : حدثنا مالك بن أنس ، عن طلحة بن عبد الملك ، عن القاسم ، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من نذر أن يطيع الله فليطعه ، ومن نذر أن يعصيه فلا يعصه».
وأول ما نلاحظ على هذا الحديث أن المؤلف أخذه من «الغيلانيات» وهو فيها بسنده ومتنه (1)، ومن ثم فلا قيمة للإسناد الموصل إلى «الغيلانيات» ما دام الحديث قد روي بإسناده ومتنه.
ثم ننظر بعد ذلك في السند الوارد في «الغيلانيات» فنجد شيخ محمد بن عبد الملك الشافعي : محمد بن يونس بن موسى الكديمي أبا العباس السامي ضعيف كما قرره علماء الجرح والتعديل ، بل أطلق أبو داود فيه الكذب ، وقال ابن التمار الوراق : ما أظهر أبو داود تكذيب أحد إلا رجلين : الكديمي وغلام خليل ، فذكر أحاديث ذكرها في الكديمي أنها كذب. وكان موسى بن هارون ينهى الناس عن السماع من الكديمي ، وقال سليمان الشاذكوني : الكديمي ، يعني يونس بن موسى وأخو الكديمي وابن الكديمي بيت الكذب. وذكره ابن حبان في «المجروحين» وقال : «كان يضع على الثقات الحديث وضعا ولعله قد وضع أكثر من ألف حديث». وذكره ابن عدي في «الكامل» وقال : «اتهم بوضع الحديث وبسرقته وادعى رؤية قوم لم يرهم ورواية عن قوم لا يعرفون وترك عامة مشايخنا الرواية عنه ، ومن حدث عنه نسبه إلى جده موسى بأن لا يعرف ، وقال : وكان ابن صاعد وشيخنا عبد الملك بن محمد كانا لا يمنعان الرواية عن كل ضعيف كتبا عنه إلا عن الكديمي ، فكانا لا يرويان عنه لكثرة مناكيره ، وإن ذكرت كل ما أنكر عليه وادعاه ووضعه لطال ذاك» ، فحاله في الضعف بين لا يحتاج إلى إغراق (2).
Halaman 104