قلت: «الساعة.» وأقبلت بوجهي نحوه لتوديعه.
رأى سديد رآه ابن شهرام فى تلك الحال
قال: ثم تأملت الحال فوجدت البركموس والقربلاط وجماعة معهما ليس يؤثرون الهدنة، وأصحاب السيوف يخافون لئلا تبطل سيوفهم وتنقص أرزاقهم على رسم الروم إذا هادنوا، ولم يبق لى طريق سوى مداراة ملك الروم والرفق به فقلت:
- «أيها الملك يجب أن تتأمل ما فعله عضد الدولة معك ولم يعاون عليك عدوك ولم يتعرض لبلادك أيام اشتغالك بمن عصى عليك، وتعلم أنك إن أرضيته وحده وهو ملك الإسلام والا احتجت أن ترضى ألوفا من أصحابك، ثم لا تدرى هل يرضون أم لا، ثم إن لم يرضوا ربما احتجت الى رضائه [1] من بعد، وتعلم أن كل من حول عضد الدولة لم يرغبوا فى هدنتك وانما هو وحده أراد ففعل ما أراد، ولم يقدم أحد على مراجعته، وأراك تريد هدنته ولعل من حولك لا يساعدونك على مرادك.» فاهتز لخطابى وبان فى [53] وجهه الامتعاض من علمي بالاعتراض عليه من أصحابه، وقام وانصرفت.
وكان المشرف على الخصيص بملك الروم، وهو الذي يوقع عنه بالحمرة ولا يمضى أمر دونه، نقفور الكانكلى الذي وصل معى رسولا فسألته أن ينصرف معى ففعل.
Halaman 46