مقدمة التحقيق والدراسة
الحمد لله الذي أحسن كل شئ خلقه، وبدأ خلق الإنسان من طين، ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين، ثم جعلهم شعوبا وقبائل ليتعارفوا ويتناصروا، وبطونا وفصائل ليتآلفوا ويتظاهروا، فتارة يتناسبون بالآباء والأجداد، وطورًا بالصناعات والبلاد، ذلك من فضل الله والله ذو الفضل العظيم.
والصلاة والسلام على رسوله محمد سيد العرب والعجم، المرسل إلى كافة الأمم، وعلى آله وصحبه وسلم (١).
أما بعد: فإن معرفة الأنساب من أعظم النعم التي أكرم الله تعالى بها عباده، لأن تَشَعُّبَ الأنساب على افتراق القبائل والطوائف أحد الأسباب الممهِّدة لحصول الائتلاف، وكذلك اختلاف الألسنة والصور وتباين الألوان والفِطَر على ما قال تعالى: ﴿وَاخْتِلاَفُ أَلْسِنَتِكُمْ
_________
(١) من مقدمة ابن الأثير على «اللباب»: (١/ ٧).
1 / 8