Dayl al-Amali
ذيل الأمالي
Penerbit
دار الكتب العلمية
Tahun Penerbitan
1398هـ 1978م
Lokasi Penerbit
بيروت
قال فقالت الظريفة هذا الوجه قد بدا وهذا القول قد تنوزع فيه فمن لنا بان ينضوا الدرع سالبه فقالت مي صلى الله عليه وسلم على رسول الله ما أنكر ما تجيبين به منذ اليوم قال فقالت الظريفة وقمن معها فقالت دعوهم فإن لهم لشأنا فقمت فجلست ناحية وجلسا بحيث نراهما ولا نسمع من كلامهما إلا الحرف بعد الحرف ووالله ما رأيتهما برحا من مكانهما وسمعتها تقول له كذبت فوالله ما أدري ما الذي كذبته فيه إلى الساعة ثم خرج ومعه قارورة فيها دهن وقلائد فقال أعصمة هذه دهنة طيبة أتحفتنا بها مي وهذه قلائد قلدتها مي الجؤذر ولا والله لا قلدتهن بعيرا أبدا فعقدهن في ذؤابة سيفه وانصرفنا فلما كان بعد أتانى فقال هيا عصمة قد رحلت مي فلم يبق إلا الديار والنظر في الآثار فأنهض بنا ننظر إلى آثارها قال فركب وتبعته فلما أشرف على المرتبع قال
( ألا يا اسلمي يا دار مي على البلى
ولا زال منهلا بجرعائك القطر )
( وإن لم تكوني غير شام بقفرة
تجربها الأذيال صيفية كدر )
( قال ) ثم انفضحت عيناه بالبكاء فقلت مه يا ذا الرمة فقال إني لجلد على ما ترى وإني لصبور قال فما رأيت رجلا أشد صبابة ولا أحسن عزاء منه ثم افترقنا فكان آخر العهد به قال عصمة وكانت مي صفراء أملودا واردة الشعر حلوة ظريفة وإن في النساء اللاتي معها لأحسن منها وكان عليها ثوب أصفر ونطاق أخضر قال وأنشدنا لأبن أذينة
( ولقد وقفت على الديار لعلها
بجواب رجع تحية تتكلم )
( لبثوا ثلاث منى بمنزل غبطة
وهم على عجل لعمرك ما هم )
( متجاورين بغير دار اقامة
لوقد أجدر حيلهم لم يندموا )
( والعيس تسجع بالحنين كأنها
بين المنازل حين تسجع مأثم )
( ولهن بالبيت العتيق لبانة
والركن يعرفهن لو يتكلم )
( لو كان حيا قبلهن ظعائنا
حيا الحطيم وجوههن وزمزم )
( وكأنهن وقد برزن لواغبا
بيض بأفنية المقام مركم )
Halaman 126