Dharica
الذريعة (أصول فقه)
فيه الرتبة، إنما اعتبرت بين المخاطب والمخاطب، دون من يتعلق به الخطاب (1)، ولذلك جاز أن يكون أحدنا شافعا لنفسه، وفي حاجة نفسه، ولو اعتبرت الرتبة في المشفوع فيه (2)، لما جاز ذلك، كما لا يجوز أن يكون آمرا نفسه وناهيها (3).
وقد تعلق من خالفنا بأشياء: أولها أنهم حملوا الأمر على الخبر في إسقاط الرتبة.
و(4) ثانيها قوله تعالى: ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع والطاعة تعتبر (5) فيها (6) الرتبة (7) كالأمر.
وثالثها قول الشاعر: «رب من أنضجت غيظا (8) قلبه (9)، قد تمنى لي موتا لم يطع» والموت من فعل الله تعالى، والطاعة لا تجوز عليه تعالى (10) عند من اعتبر الرتبة.
فيقال لهم في الأول: لو كان الأمر كالخبر في (11) سقوط اعتبار الرتبة، جاز أن يقال أمرت الأمير، كما يقال أخبرت الأمير، فلما لم يجز ذلك، بان الفرق.
Halaman 36