248

Dhakhira

الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة

Editor

إحسان عباس

Penerbit

الدار العربية للكتاب

Lokasi Penerbit

ليبيا - تونس

ثم ملنا عنه فقال لي زهير: إلى من تتوق نفسك بعد من الجاهلين - قلت: كفاني من رأيت؛ اصرف وجه قصدنا إلى صاحب أبي تمام؛ فركضنا ذات اليمين حينًا، ويشتد في أثرنا فارس كأنه الأسد، على فرس كأنها العقاب، وهو في عدوه ذلك ينشد:
طعنت ابن عبد القيس طعنة ثائرٍ ... لها نفذ لولا الشعاع أضاءها فاستربت منه، فقال ي زهير: لا عليك، هذا أبو الخطار صاحب قيس بن الخطيم. فاستبى لبي من إنشاده البيت، وازددت خوفًا لجرأته وأننا لم نعرج عليه؛ فصرف إليه زهير وجه الأدهم، وقال: حياك الله أبا الخطار، فقال: أهكذا يحاد عن أبي الخطار ولا يخطر عليه. قال: علمناك صاحب قنص، وخفنا أن نشغلك. فقال لي: أنشدنا يا أشجعي، وأقسم أنك إن لم تجد ليكونن يوم شر؛ فأنشدته قولي من قصيدة:
منازلهم تبكي إليك عفاءها ... ومنها:
خليلي عوجا بارك الله فيكما ... بدارتها الأولى نحي فناءها
فلم أر أسرابًا كأسرابها الدمى ... ولا ذئب مثلي قد رعى ثم شاءها

1 / 252