175

Dhakhira

الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة

Penyiasat

إحسان عباس

Penerbit

الدار العربية للكتاب

Lokasi Penerbit

ليبيا - تونس

عاينته كالصقر طائرًا ... فغدت غرابيب الدياجي نفرا ومنها:
وسللت من نار الصبابة صارمًا ... وجررت من وفد التصابي عسكرا
ومشيت منسابًا فقل في أرقم ... وضح النهار له فعاد غضنفرا
بتنا، وبات المسك فينا واشيًا ... بمكاننا، والحلي عنا مخبرا
ورنت بألحاظ تدير كؤوسها ... فينا فنشربها حلالًا مسكرا
والليل يلحفني سرابيل الدجى ... جهلًا وقد عانقت صبحًا مسفرا
لو جئتنا لرأيت أعجب منظر ... أسد توسد كف ظبي أعفرا
ولقد رقيت من الحمى أعلامه ... وشككت لما شمته متغيرا ومنها:
إلا ترى المنصور تحت لوائه ... تلق ابنه طلق الجبين مظفرا
أو لا تجد في الحفل عاقد حبوةٍ ... هودًا فإنا قد وجدنا حميرا
أو تفتقد صمصام عمرو في الوغى ... فلقد سللنا ذا الفقار مذكرا
لا غرو جئت البحر إذ أجلى الحيا ... ورأيت يحيى حين لم أر منذرا
فإذا دعونا من يجيب لنكبةٍ ... لبت تجيب فخلتها سيلًا جرى
شيم غدت قرط الزمان فلم أنم ... حتى نظمت عليه شعري جوهرا
لله درك والرماح شوارع ... والبيض تقطع لأمة وسنورا
ومقامة لك في الأعادي قد حمت ... أيام قوم قبلها أن تذكرا
كان اللسان لها الحسام المنتضى ... والمنبر العالي الأغر الأشقرا
غادرت أحشاء البنود خوافقًا ... فيها ومران الوشيج مكسرا

1 / 179