إن حفون السيوف أكثرها ... أسود، والحق غير مختلق فزاد زيادة بينةً، وعبارةً واضحة، لم تفتقر إلى تفسير أصحاب المعاني، وبلغ من الإجادة، فوق الإرادة. ومناسبة الشعر في المعنى واللفظ كثيرة.
ونرجع إلى رسائل أبي المغيرة:
فصل من رقعة له: مؤدي كتابي هذا قصد حضرة الحاجب الفاضل، ولم يجد بدًا من سبب واصل، إلى رجاء حاصل؛ وأنت هنالك في كل مطلب صالح، ومذهب راجح، الدلو والرشاء، والنهاية والابتداء؛ وللقرشيين ألسنة بالثناء فصاح، ومن أولاهم يدًا فقد حمل محاسنه أجنحة الرياح، وكبها في غرة الصباح.
فصل من رقعة شفاعةٍ أيضًا:
إذا شرب روض الشكر، من حوض البر، أطلع من الزهر، ما يخجل مسك الطرر؛ وتنفس عن نسيم، يشفي حرارة القلوب الهيم، وبحسب القائل يكون المقال، وعلى قدر الجائل يتسع المجال، وأبو الربيع من علم لسانه إن قال، وبيانه قصر أو طال؛ وأنه أشد بناة الكلام حرصًا، إذا وجد آجرًا وجصًا؛ وأعظم جياده تهافتًا، إذا وجد ميدانًا متفاوتًا، فمن أوثقه برًا، طوقه شكرًا، ومن خلع عليه ثياب الفضل