أشكو إليكَ قِلّةَ الجِرذان، قال: ما أحسنَ هذه الكناية؟ املؤوا بيتَها خُبزًا ولحمًا وسَمْنًا وتمرًا. وقد تقدم مثلها.
الاعتذار عن المسؤول إنْ لَمْ يُعْطَ
قال أبو نواس:
فإن تُولِني مِنكَ الجميلَ فأهلُه ... وإلا فإنّي عاذِرٌ وشَكورُ
وقال ابن الرومي:
وإنْ عاقَ الفضاءُ نَداكَ عنّي ... فلَسْتُ أراك في مَنْعي مُليما
وما غَيْثٌ إذا يجتازُ أرْضًا ... إلى أُخْرى بمُعْتَدٍّ لَئيما
وكتب أبو العيناء إلى ابن أبي دُواد: مسّنا وأهلَنا الضُّرُّ، وبضاعتنا المودّة والشكر، فإن تعطِنا فأنت أهلٌ لذاك، وإن لم تعطنا فلسنا ممن يلْمِزُك في الصّدقات، فإنْ أعطوا منها رَضوا وإن لم يُعطَوْا مِنْها إذ هم يسخطون وهناك من لا يعذر، رووا أنّ الحجّاج لما دخل مكةَ قال لأهلها: أتيناكم وقد غاضَ الماءُ لكثرةِ النّوائبِ، فاعْذِرونا، فقال رجلٌ: لا عذَرَ اللهُ من عَذَرَك، وأنت أمير المِصْرَين وابنُ عظيمِ القريتين فقال: صدقْتُ. واستقرض مالًا من التُّجّار ففرّقه فيهم، وقال أبو تمام:
فلو حارَدَتْ شَوْلٌ عذَرْتُ لِقاحَها ... ولكن حُرِمْتُ الدَّرَّ والضَّرْعُ حافِل