عاصم" «١٣٠»، إذ اعتمد العسلي على الإسناد الذي كان يذكره ابن إسحاق عند ذكره لبعض مسانيد رواياته والتي يقول فيها" حدثني عاصم بن عمر عن أشياخ قومه" «١٣١» . ويبدو لنا من الروايات التي ذكر ابن إسحاق فيها اسم عاصم، أنه لم يستعمل هذه العبارة آنفة الذكر في مسانيد باقي رواياته، مما دفعني ذلك إلى التكهن بأن هذه اللفظة مقتصرة على عاصم وأن الأخير هو الذي حذف أو أغفل ذكر رواة الخبر الذي يرويه. ٣. محمد بن مسلم بن شهاب الزهري (ت ١٢٤ هـ): من كبار الجيل الثاني من التابعين الذين أخذ عنهم العلم الكثير بمختلف صنوفه وأدى دورا متميزا في كتابة الحديث النبوي ونشره بين الناس مع تقريب الأمويين له وجعله بعضهم مؤدبا ومعلما لصبيانهم «١٣٢» . لعبت هذه الشخصية دورا بارزا في إرساء الأسس والثوابت العامة لكتابة السيرة النبوية «١٣٣»، وما ذلك إلا لان الزهري يكتب ويدون كل ما يسمعه من حديث أو حكم أو خبر عن الرسول ﵌ وأحواله فضلا عن أخبار من أتى بعده، إذ يحدث من رآه وصاحبه: " كنا نطوف مع الزهري على العلماء ومعه

(١٣٠) عاصم بن عمر، ص ٢٢٨. (١٣١) ينظر، ابن هشام، السيرة، ١/ ٢١٤، ٢١٩، ٢/ ٨٧، ٣٢٥، ٤٩٨. (١٣٢) ينظر، الذهبي، تذكرة الحفاظ، ١/ ١٨٠. (١٣٣) سزكين، تأريخ التراث العربي، ١/ ٤٥٠، الدوري، بحث في نشأة علم التأريخ عند العرب، ص ٢٣.