Defending the Sunnah - University of Madinah (Bachelor's)

Medina International University d. Unknown
94

Defending the Sunnah - University of Madinah (Bachelor's)

الدفاع عن السنة - جامعة المدينة (بكالوريوس)

Penerbit

جامعة المدينة العالمية

Genre-genre

الجملة هناك في سورة الممتحنة جاءت على ترتيبها النحوي المعروف، إنما في سورة الأحزاب لم تأتِ على ترتيبها النحوي رغم أن علم النحو -كما ذكرنا- لا يمنع؛ نظرًا لأن المبتدأ -وإن كان نكرة- إلا أنه وُصف؛ إذًا فإن السبب هنا بلاغي، وهو إفادة القصر، بمعنى أن الله ﷿ جاء بالجملة على النسق البلاغي؛ بمعنى تقديم الخبر أولًا على المبتدأ؛ ليبين أن أسوة المسلمين وقدوتهم محصورةٌ في رسول الله ﷺ، ليس من حقهم أبدًا أن يأتسوا، أو أن يقتدوا بغيره أبدًا، ولذلك ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ﴾ لكم: الخطاب لمن؟ للمؤمنين، هو لا يخاطب الذين لم يؤمنوا برسالة النبي ﷺ. ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ أسوتنا بمقتضى هذه الآية محصورة في النبي ﷺ، أو فيمن يبيح لنا النبي ﷺ أن نأتسي بهم، كما في الحديث الصحيح مثلا: «فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي». حين يبيح لنا رسول الله ﷺ أن نأتسي بسنة الخلفاء الراشدين المهديين هل هذا متعارض مع الآية؟ لا. لأن استجابتنا لهدي الخلفاء الراشدين إنما هو اتباع للسنة من وجهين: الوجه الأول: أن اتباعنا لهديهم هو امتثال لأمره ﷺ الذي قال لنا ذلك: «فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي»، وأيضًا لأن هدي الخلفاء الراشدين لا يُخالف هدي النبي ﷺ بل هو تابع له؛ فاتباعنا لهم إنما هو اتباعٌ للنبي ﷺ من هذين الوجهين معًا. وحين تقصر الآية أسوة الأمة في النبي ﷺ، فإن ذلك يوضّح بجلاء حجية السنة؛ لأننا نطرح تساؤلًا: كيف نأتسي بالنبي ﷺ؟ الائتساء به يكون بامتثال أمره

1 / 110