Negara Wanita dalam Kerajaan Wanita
دولة سيدات في مملكة نساء
Genre-genre
فقالت ملتمسة خيطا من الأمل: إذن فماذا؟ - عندي خطتان، ولك الخيار في إحداهما: إما أن أمضي إلى ساحة الإعدام، وفيها تنزل ويلات هيكلك علي وحدي وتسلمين بعرشك ولأمتك، أو أن تفري معي الليلة ويستحيل على أية قوة أن تنال منك، فاختاري إحدى الخطتين. - لا هذه ولا تلك. - فقال بحزم جازما: إذن أنا أختار، أرجو أن تسكني في حجرتك إلى أن تنسيك إياي ألاعيب الأقدار ومكايد الهيكل.
ثم هجم إلى ناحية الخروج، ولكنها أسرعت وصدته صارخة: مكانك. - دعيني أخرج. أوجستينا استبطأت الأمانة، والأمة تلحف بطلبها. - لن تخرج، أنا الملكة صاحبة الأمر والنهي. - الموت أعلى سلطانا من سلطانك، وأمره فوق كل أمر، وهو يدعوني واستبقائي هنا إلى الغد أصبح قضاء مبرما على حياتك وعرشك، فدعيني أفتديهما.
تبا له من افتداء يقض مضجعي، كل حياتي التي أصبحت مفعمة بؤسا، آمرك أن تمتطي جوادك في أول الليل، وتقذف به إلى ما بعد الحدود، وهكذا نسلم كلانا. - أنت ملكة وأنا ملك أيضا. آمرك أن تمتطي مطهمك وتقذفي به أمام جوادي إلى حيث عرش النعيم يتوقعك بذاهب الصبر. - يتوقعني تمام نبوءة الهيكل. - إذا أطعت أمري لا تتم نبوءة الهيكل، فإن لي هيكلا ينقذك من خرافة هيكلك. - ويلي، ماذا يكون بعدي؟ - يا لك من ساذجة، أإلى الآن لم تدركي قيمة الخطة التي تسلم بها حياتك وحياتي، وتحصلين بها على عرش أمجد من عرشك وأسعد؟
وفكرت الملكة مليا، ثم قالت: ويحي، وبماذا تقذفني ألسنة الأمازونيات بغير نعت الخائنة؟ - أجل، ولكن قلوبهن تصفك بنعت السعيدة، في الجهر يقلن تبا لها من خائنة، وفي اجتماعاتهن السرية يقلن: هنيئا لها بما يرشه إليه كيوبد من سهام لذات الحب. - يا لها من لذات لا تذوقها الأمازونيات إلا بالحلم. - أما أنت فتذوقينها باليقظة. يبقى العرش الجاريجاري متقلقلا إلى أن تستوي أنت عليه، والدولة تبقى قلقة إلى أن تقبضي على صولجانها. هلم انتقلي من هذا العرش المملوء من المخاوف والإنذارات إلى العرش المطمئن الوطيد. - والشعب الجاريجاري ماذا يقول؟ - يغتبط عظيم الاغتباط إذ يعد جلوسك على عرشه انتصارا لإلهه. - ودسائس كهنتكم؟ - تحبط لدى انتصار إلههم. - وهل يجهل شعبك ماذا يكون حقد الأمازونيات وغضبهن وهن اللواتي قد دوخن الأقطار وفتحن الأمصار. - تنحل قوتهن حالما يبرز كيوبد لهن بسهامه. - ويحي، من ينقذني من غضب أجكس، وأرس العظيمين؟ - لا يتجاوز غضبهما حدود بنطس، وسحر كيوبد يخبلهما ويشل عضلات الأمازونيات كما شل عضلاتك، فاعتنقي دين كيوبد فهو أقوى الآلهة وأوسعها سلطانا وأفعلها سحرا، وأمنحها للسعادة والهناء، هو إله جميع البشر، أبدلي إلها بإله وعرشا بعرش، وحياة سعادة بحياة بؤس. - وأفقد عطف أمتي وحبها، وأتعرض لحقدها. - بل تكسبين عطف شعب آخر مع عطف أمتك التي ستتوسل بك إلى اعتناق دين كيوبد، والتمتع بنعمة الحب التي تجود بها يد الطبيعة. - ويلي، وغضب كاهنات الهيكل؟ - يبقى كالريح تصدم الصخر الجامد، والصخر لا يكترث لأن الأمة تتمرد على الكاهنات اللواتي كن عقبة في سبيل انصياعهن إلى صوت الطبيعة الموسيقي. - يا لك من ساحر خالب تكاد تزين لي الفردوس في الفلك السابع. - أجل، إن ذلك الفردوس مفتوح الباب للترحاب بك يا حبيبتي، فلنمض إليه حالما ينسدل الظلام.
6
في هذه الساعة الحرجة نقر الباب، فأجفلا وأسرع أفريدوس إلى الحجرة السرية، وتقدمت الملكة إلى الباب ففتحته، وإذا بأوجستينا فيه، فقالت لها الملكة بصوت متهدج: ادخلي.
ورأت أوجستينا محيا الملكة متوردا، وعينيها مضطربتين، كأنها كانت في معركة خصام حاد ولما تنته بعد. فانحنت باحترام وارتباك، فبادرتها الملكة: ما وراءك يا أوجستينا؟
فقالت متلعثمة: ورائي يا مولاتي أمة تطالبني بالأمانة التي ائتمنتك عليها.
فقالت الملكة مرتعدة وجلة: الأمانة؟ - نعم، الفتى المتنكر ذو العذار.
فأجابت الملكة متشددة: وما هو شأن الأمة؟ - الأمة تنفذ الدستور يا مولاتي، وتريد أن ترى شريكة الفتى بالجريمة، أو أن يقتل الفتى قصاصا لجريمته. - عجبا، هل انتقل حق الحكم من العرش إلى سواد الأمة؟ ما هذا التطاول من الأمة على ملكتها؟ - الأمة تخاف غضب الآلهة قبل غضب الملكة. - والملكة حريصة على استرضاء الآلهة على الأمة، يجب أن تترك الأمة التدبير للملكة ولسيدات الدولة، اذهبي وطمئني الأمة بهذا. - لم يبق للأمة قياد يا مولاتي، فحبذا أن تشرفي أنت من قصرك وتلقي كلمة اطمئنان، ففكرت الملكة قليلا، ولم تر مخرجا من هذا المأزق إلا بالوعد، فقالت: سأفعل. اخرجي أنت سكني ثائر الأمة بهذا الوعد.
Halaman tidak diketahui