Negara Wanita dalam Kerajaan Wanita
دولة سيدات في مملكة نساء
Genre-genre
فرفعت الملكة رأسها عن صدرها، وقالت لنفسها: «عسى مع هذه الفتاة فرج.» ثم فكرت قليلا، ثم قالت: قولي لها: إن الملكة مشغولة عن مقابلتك، وإنما كلفت رئيسة ديوانها أن تسمع سؤالك. دعيها تدخل من غير أن تشعر أني أنا الملكة، بل يجب أن تعتقد أني رئيسة الديوان، حاذري أن تدعيها تفهم أني الملكة، هل فهمت أنت؟
فهمت كل الفهم يا مولاتي، يجب أن تفهم أنك رئيسة للديوان، وأنك بأمر الملكة تسمعين سؤلها. - حسن جدا.
ثم بعد قليل أدخلت جورجيا امرأة بثوب عادي كأثواب الأمازونيات، وتركتها لدى الملكة ومضت. وانحنت المرأة قليلا لدى الملكة، أو مندوبة الملكة. فسألتها الملكة: ما اسمك؟ - اسمي أنيدون. - لقد أمرتني جلالة الملكة بأن أهتم بسؤالك جد الاهتمام؛ لأنها مشغولة جدا، فليس في وسعها أن تقابل أحدا في هذه الأيام، فماذا ترومين؟ - شكرا جزيلا لجلالتها ولك يا سيدتي، نمى إلي أن الفتى المعتقل هنا في القصر يزعم أنه خاطر بنفسه في الدخول إلى بنطس ليبحث عن خطيبته اللاجئة إلى هذه العاصمة من اضطهاد أهلها بسببه، فهل تأذن جلالتها أن أقابله؟ - إن الدخيل المدعي هذه الدعوى معتقل في دار القضاء، فهناك اطلبي مقابلته.
فقالت أنيدون: رأيت ذلك المعتقل هناك فما هو فتاي يا سيدتي، فإذا أذنت جلالتها لي بمقابلة الفتى الذي هنا انتفى كل قصد سيئ من وجوده في هذه العاصمة، وخرج منها بريئا. - لا أظن أن هذا الفتى المعتقل هنا هو خطيبك؛ لأني لا أعتقد أن خطيب أية امرأة يخاطر بنفسه في الدخول متنكرا إلى بنطس لكي يبحث عن خطيبته، وهو يعلم العقوبة التي يستحقها.
فقالت أنيدون باسمة: أعذر خطأ حكمك هذا يا سيدتي؛ لأنك أنت أمازونية لا تعرفين ما هو الحب.
فقالت الملكة المتنكرة: أعرف أن الحب ... هو ... هو ... هو ... ماذا؟ - هو يا سيدتي القوة التي تجعل المخاطرة حتى الموت في سبيل الحرص على الحبيب ألذ من النصر في الحروب، وأمجد من فتح الممالك وقنص العروش.
فقالت الملكة مدهوشة قلقة: هل أنت واثقة أن خطيبك يحبك هذا الحب؟ - إذا كان المعتقل هنا هو إياه فلا يبقى عند جلالة الملكة شك بأنه يحبني هذا الحب، وإلا لما خاطر هذه المخاطرة، ولذلك يصبح ذنبه بسيطا، وجلالة الملكة النبيلة القلب تصفح عنه، وتأذن لنا أن نخرج من المملكة بسلام متمتعين بنعمة الحب.
وكانت الملكة تسمع هذا الكلام وقلبها يخفق وجدا، وعصبها ينتفض حقدا أو غضبا، أيكون أفريدوس خادعها ويلعب عليها دورا إذا صدقت هذه الفتاة فيما تقول؟ فتجلدت وقالت: هل تسمحين أن أقول لجلالتها من أية أسرة أنت لكي تتضح لها درجة سؤالك من الأهمية. - هبي أني من أسرة الكهنوت، فهل تسمح الملكة؟
فقالت الملكة باضطراب يكاد يفضح قلبها: أظنها تسمح، ولكن لماذا تضطهدك أسرتك لأجله، هل هو وضيع الأصل؟ - أرجو من سيادتك إعفائي من جواب يطلب منه هو. - لعل جلالتها تشترط هذا الشرط للإيذان بالمقابلة. - إن الحب يا سيدتي كالموت يجعل جميع الناس سواء في المقام، فإن كان أحدنا أوضع من الآخر ارتفع إلى مقامه، الحب يرفع لا يضع يا مولاتي، ليتك تعرفين ما هو الحب لكنت تشعرين أن سماح جلالتها لي بمقابلة خطيبي أعظم فضيلة تتحلى بها الملكة.
أصبحت الملكة بعد اعترافات أنيدون على نار، صارت تود أن تعلم الحقيقة من فم أفريدوس، فقالت: انتظري إذن خارجا في الرحبة إلى أن تسمعي ثلاث صفقات فتدخلين.
Halaman tidak diketahui