وفي هذه(1) السنة التي قبلها وهي سنة خمس وثلاثين احترق جبل في البحر بين كمران ودهلك(2) ظهرت فيه نار ودخان، وربما كانت قواصف رائعة لمن سمعها، وكان دخانه يرى من نواحي سردد كالسحاب المركوم، ولما أبادت جميعه ظهرت في جبل آخر من تلك الجبال، وهي سبعة تسمى الأبعلة(3).
وفي آخر السنة المذكورة قصد الواعظات المحالب فأخرجوا الغز منها وأحرقوها.
وفي صفر من سنة ثماني وثلاثين ظهرت النار في جبل بين الأبعلة المتقدم ذكرها، وقد سمع(4)دويها كالرعد من أمكنة بعيدة كاللحية والحردة [الحديدة](5) وما قاربها. وفي هذه السنة خرج العباس بن الأشرف على أخيه الظاهر ولجأ إلى العبيد الخارجين وهم في المسا قي ونواحيها واجتمعوا هم والواعظات على الخلاف وأغاروا على المحالب في صفر من سنة تسع وثلاثين فهزموا وقتل منهم كثيرا. ثم اصطلح الظاهر وأخوه العباس على يد بعض المشايخ والمتصوفة من أهل تلك الجهة ثم غدر[355] الظاهر بأخيه العباس وقبض عليه حتى مات في سجنه.
Halaman 153