وفي سنة إحدى وسبعين وسبعمائة خرج الأشراف بحرض وفيها الأمير بهاء الدين الظفاري(1) من قبل السلطان الأفضل ووصل [إلى](2) الأشراف، السيد إبراهيم بن يحيى الهادوي (3)، والأمير محمد بن ميكائيل في عسكر كثير، وجماعة من بني حمزة فحصروا الأمير بهاء الدين في دار حرض أياما، ثم خرج الأمير بهاء الدين مستأمنا إليهم، وتوجه إلى اليمن، ودخل الأشراف مدينة حرض، ثم توجهوا إلى المهجم وهرب أمير السلطان من المهجم إلى الكدراء(4)، ولما دخل الأشراف المهجم هرب عسكر السلطان من الكدراء إلى القحمة، واجتمع فيها عساكر السلطان من كل جهة، فقصدتهم الأشراف إليها فمزقتهم وهزمتهم، وقتلوا جماعة من الغز وغيرهم، وأسروا جماعة من الغز وغيرهم وأسروا من أمرائهم(5) الأمير فخر الدين زياد(6) بن أحمد الكاملي(7) ، ودخل المنهزمون مدينة زبيد وتبعهم الأشراف إلى زبيد ولم يغيروا على أهلها، وحضرت صلاة الجمعة، فلم يخطب فيها للسلطان ولا لغيره.
ثم رجع أهل زبيد ومن أسعدهم من أعوان السلطان، وتمنعوا وتحصنوا وأعلنوا بالمنابذة والحرب، وكانت محطة الأشراف خارج زبيد، فوقع الحرب على المدينة أياما، ثم رجع الأشراف إلى تهامة، وقيدوا الأمير فخر الدين زياد بن أحمد الكاملي وبعثوا به إلى صعدة، فلما صار في حد بلاد القائد فكه القائد وأطلقه. هكذا حكاية(1) الخزرجي(2).
وفي سنة ثلاث وسبعين نزل الشريف نور الدين محمد بن إدريس الحمزي في طائفة [352] من الأشراف ووافقهم بن ميكائيل فقصدوا حرض، وكان بها فخر الدين بن زياد(3) فطلع إلى باب السلطان مستنجدا به فجهز معه عسكرا كثيرا، وتوجه إلى المهجم وبها ابن ميكائيل وأصحابه، فوقع بينهم قتال عظيم، قتل فيه محمد بن إدريس وجماعة من أصحابه، وانهزم بن ميكائيل ومن معه.
ثم سار الأمير فخر الدين إلى حرض فخالف عليه أهل جازان(4) وأنضم إليهم أهل المخلاف السليماني.
قال الخزرجي(5): وفي سنة ثمان وسبعين خالف الشريف محمد بن سليمان بن مدرك في حرض، ونزع يده عن طاعة السلطان، ووافقه جماعة وخالف آخرون، فوجه إليهم السلطان جيوشا، فالتقوا بوادي رحبان من أعمال حرض، فقتل الشريف محمد بن سليمان، وقتل معه جماعة من الأشراف، فقام برئاسة الأشراف بعده يوسف بن سيف الدين وأخوه أحمد(6) المسمى عضيره(7).
Halaman 145