271

Negara Bani Rasul

دولة بني رسول

Genre-genre

وقعة الجدم وقتل معمر بن مفدا(1):

لما تحقق معمر بن مفدا ما جرى في الحصبات، وتوهم قوة العدو سولت له نفسه [قصد](2) المحطة على الجاهلي وحصون الجدم، وعضده على ذلك الحسام بن صعصعة، فجمع جمعا من بلاده وأصبح قد لزم المراصد والطرقات على الحصون، فنهض الإمام -عليه السلام- حين بلغه ذلك إلى بيت علمان، وقد كان وصل إليه في تلك الأيام عسكر من بني شهاب ومن بني الراعي، ومن عيون المسلمين لما علموا بمصاب من أصيب في الحصبات، يواسون بنفوسهم في تلك الحال والشدة.

وكان الإمام -عليه السلام- يراسله ويدعوه إلى الله ويعذله، فلا يلتفت إليه ولا يجيب بجواب معقول، فقصده الإمام بنفسه فيمن معه، فلما صار تحت حصن يفوز(3) نصب هنالك الأعلام وتلازم الناس بالقتال، وخرج أهل حصن الجاهلي مصلتين سيوفهم، فلم تمض ساعة من نهار حتى صار القوم بين قتيل وجريح، وأسير وطريد، وقتل منهم بالسيف عدد كبير(4)، وأتي بمعمر بن مفدا أسيرا وبولده بشر بن معمر، فأمر الإمام بقتل مفدا، قيل وكان من جملة المأسورين الحسام بن صعصعة فبذل لمن أخفاه مالا والله أعلم. وعاد الإمام -عليه السلام- ظافرا غانما وكان هذا مما أيد الله به الإمام -عليه السلام-(5).

ووصل من الشريف المهدي بن تاج الدين أحمد بن محمد بن أحمد بن يحيى بن يحيى، وهو أخو الإمام إبراهيم بن تاج الدين -عليه السلام- إلى شمس الدين، وأسد الدين كتاب في شعر وتهنئة بما كان في الحصبات، وصعدة من قتل عيون العلماء، وبما جرى على الإمام -عليه السلام- وعلى المسلمين كافة، وكان هذا الشريف من المبالغين في معاندة الحق، ونصرة الباطل.

قلت: وقد تاب واعتذر إلى الإمام -عليه السلام- كما سيأتي إنشاء الله تعالى.

وقال في شعره: من أمير المؤمنين -عليه السلام- وأوله:

Halaman 359