269

Negara Bani Rasul

دولة بني رسول

Genre-genre

فلما كان صبيحة يوم الجمعة ثاني شهر رمضان سنة اثنتين وخمسين، أجمع رأي القوم على النهوض آخر الليل، فنهضوا بأجمعهم ودنوا من مركز المسلمين، وأغار الناس من كل جهة، فوقع القتال. وقام الأمير ومن معه من الخيل فوق الهضب والرجال يقاتلون فردوا القوم مرارا. ثم إن الأمير اسد الدين ومن معه مالوا إلى ميسرة صفهم وطلع الأمراء الحمزيون ومن معهم في خلال ذلك، ثم حملوا بأجمعهم فانهزم الناس يمينا وشمالا. وكان مركز الإمام -عليه السلام- في هضب بعيد يسمى جعدر، فأسر الأمير الكبير شمس الدين أحمد بن يحيى بن حمزة بن سليمان بعد أن أبلى ذلك اليوم، والسيد العالم سليمان بن هيجان الحمزي(1)، واستشهد الفقيه حسام الدين حميد بن أحمد المحلي -رحمه الله- قريبا من قرية الهجر(2) بعد أن كان قد أمنه الأمير الكبير علي بن عبدالله بن الحسن بن حمزة وأردفه معه على حصانه، قتله مملوك تركي للأمير أسد الدين، وقتل الفقيه عيسى بن جابر والفقيه أحمد بن موسى (رحمهم الله)(3)، واحتزت رؤوسهم ومثل بهم وغيرهم. فلما رأى الإمام -عليه السلام- هزيمة الناس أمر من كان معه مددا للمسلمين فلما لقيهم أول الهزيمة انهزموا معهم ورجع الإمام -عليه السلام- إلى مدع، وكتب إلى أخيه الأمير سليمان بن يحي، وإلى الأمراء آل يحيى بن حمزة بذيبين بالوصول إليه، فساروا إليه في عسكر[421] كثيف من الخيل والرجل وسروا ليلتهم حتى أصبحوا في الماخذ(1) عند قاعة(2). ولما بلغهم نهوض أمير المؤمنين إلى حلب وأن العدو قاصدا إلى الظاهر، رجعوا من فورهم إلى ذروة.

ثم سار العدو من فورهم إلى حلملم وتلك النواحي، وعاثوا فيها وحطوا على بركة الاشمور(3)، ثم نهض الأميران شمس الدين وأسد الدين ثاني ذلك اليوم إلى ظهر بني أعشب. ثم تقدم الأمير [الكبير](4) شمس الدين إلى عمه [الأمير الكبير](5) يحيى بن حمزة بن سليمان، وجرى بينهما حديث، فلم يرى الأمير عماد الدين إلا التقية لما استظهر القوم، ليستخرج ولده الأمير أحمد بن يحيى من أسر القوم، فاظهروا أن الأمير أحمد بن يحيى من جملتهم وافترقوا على ذلك. هكذا ذكره مؤلف السيرة المهدية رحمه الله تعالى(6).

Halaman 357