قلت: وقد تقدم ذكر هذه النار من رواية الذهبي(1)، قال: وفي هذه السنة احترق مسجد رسول الله ولم يبق إلا الضريح الشريف، فلم تصله النار فأرسل الخليفة من بغداد بعمارته وآلاته، فلم يتمكنوا من عمل الستارة فاشتروا من بني شيبة ستارة الكعبة وعلقوها [على](2) الضريح الشريف.
وفي سنة خمس وخمسين كان القحط العظيم في صنعاء، وصعدة، والظاهر، ومات كثير من الناس، قال: وفيها اجتمع الرصاص (3) وطائفة من أهل الأهواء والدنيا ومالوا إلى السيد(4) شمس الدين أحمد بن المنصور -عليه السلام- ونكثوا بيعة الإمام أحمد بن الحسين -عليه السلام-، وعابوا عليه أشياء غير قادحة، فأرسل إليهم الإمام -عليه السلام- الحسن بن وهاس ليسمع ما عابوه به، فاستمالوه إليهم وجعلوه رأسهم، واجتمعوا بالبون، وأجمعوا على حرب الإمام -عليه السلام-، وكتبوا إلى السلطان المظفر بمدهم، فأرسل إليهم بأموال عظيمة، فاستعانوا بها على قتل الإمام أحمد بن الحسين -عليه السلام-، فقتلوه في شوابة(5).
قلت: وسنذكر ذلك في ترجمته عليه السلام.
Halaman 97