ولما ظهر غدر أسد الدين ورجوعه إلى صنعاء، بعث الإمام [عليه السلام](1) الكتب والرسل(2) إلى المقدمين من جهاته فتثاقلوا عنه، فلما علم المفسدون من سنحان برجوع أسد الدين وصلوا إليه واستنهضوه لقصد صنعاء، وأعلموه بتفرق العسكر من الإمام، فحث في السير. فأمر الإمام -عليه السلام- السيد العالم شرف الدين[395] الحسن بن وهاس بن أبي هاشم وصنوه الأمير فخر الدين إبراهيم بن يحيى بن [علي](3) بن يحيى وجماعة من الفرسان [من الأشراف](4) وغيرهم أن يلزموا موضعا يسمى الغابرة، قريبا من الحصن المعروف بالكميم(5)، فلم يلبث أسد الدين أن طلع البلاد وخالف معه كثير من أهل تلك النواحي وخصوصا سنحان واضطربت خواطر الناس ومالوا إلى أسد الدين، ولما بلغ الإمام -عليه السلام- أن أسد الدين قد دخل(6) بلاد سنحان، وأنهم قد اجتمعوا معه ومن ينضاف إليهم، وهو إذ ذاك في قلة من العسكر نحو الأربعين فارسا، وكانت خيل أسد الدين نحوا من أربعمائة فارس(7).
Halaman 283